احصائيات مفزعة تلك التي تتعلق بالتونسيين الموجودين في سوريا باسم الجهاد حيث نجد الآلاف منهم هناك إمّا غُرِّرَ بهم أو ذهبوا بكامل إرادتهم وقناعتهم بأن إشهار السلاح في وجه إخوانهم جهاد في سبيل الله فتلطخ.
أيديهم بالدماء ويخلفون حرقة في قلوب ذويهم الذين أصبحوا ربما يفضلون عودتهم إلى ارض الوطن وعقاب من ثبت تورطهم في جريمة ما أفضل من أن يقضوا نحبهم هناك خاصة في ظل العلاقات الدبلوماسية التونسية السورية المتوقفة منذ فترة.
عائلات تعالت أصواتها مؤخرا لمطالبة الدولة التونسية بأن تعيد لها أبناءها المغرر بهم على حد تعبيرهم وأعلنوا أنهم سيتوجهون للنيابة العمومية لتقديم شكاوى في الغرض «المغرب» طرحت هذا الإشكال من الناحية القانونية وعلاقته بالوضع العام في سوريا التي تعيش حالة حرب إلى جانب أهمية إعادة العلاقات التونسية السورية لحلحلة هذه المسألة. تحدثنا إلى فريد بن جحا وهو قاض ودكتور في القانون مختص في القانون الدولي لحقوق الإنسان.
«لا بد من إعادة العلاقات»
من بين الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها وزارة الداخلية للحد من ظاهرة الذهاب للجهاد في سوريا تحجير للسفر على 8 آلاف شخص كما أنها تقوم بأخذ بيانات العائدين من هناك ويتم عرضهم على النيابة العمومية للتثبت ما اذا كانوا متورطين في عمليات ارهابية وفي هذا السياق علق فريد بن جحا بالقول «سوريا ليست في وضع عادي بل في حالة حرب والعلاقات الدبلوماسية مع تونس مقطوعة الامر الذي يعقد الوضعية نوعا ما في ما يتعلق بارجاع من سافروا باسم الجهاد إلى تونس لان العلاقات الدبلوماسية من شأنها أن تساهم في تحديد قائمة في الموجودين على الأراضي السورية باسم الجهاد والتعامل مع الحالات حسب ما تتطلبه الوضعية فعودة المسفرين إلى سوريا رهينة الإرادة التونسية وهي دبلوماسية أكثر من كونها قانونية فبإعادة العلاقات سواء بصفة جزئية او كلية يمكن القيام بالإجراءات القانونية اللازمة والتعامل بقانون تسليم المجرمين في حال ثبوت تورط تونسيين والقبض عليهم هناك والقضاء التونسي يتقدم بانابات عدلية عبر وزارة الخارجية التونسية للقضاء السوري وبالتالي فالأمور الدبلوماسية ضرورية لتسهيل الأمور القانونية فعلى الحكومة الجديدة إرجاع العلاقات الثنائية التونسية السورية.
لفتح باب التواصل والحصول على معلومات تتعلق بالتونسيين هناك وتبعا لذلك يتم التعامل معهم حسب الحالات: المتوفون يتم تسليم جثثهم والمتورطون يتم تقديمهم للعدالة».
«طلب مشروع ولكن»
مطالبة اهالي التونسيين الموجودين في سوريا باسم الجهاد بعودة ابنائهم طلب مشروع ولكن هذه الخطوة لا بد لها من ارضية ملائمة لضمان عدم تأثير عودتهم في الوضع في تونس خاصة من تلقوا تدريبات على حمل السلاح فوزارة الداخلية امام مهمة صعبة للغاية في ايجاد وسائل الاثبات وفي هذا السياق تحدث فريد بن جحا الدكتور في القانون عن الارضية الملائمة فقال «عودة التونسيين من سوريا وخاصة المورطين منهم يجب الاستعداد لها من الناحية الامنية حتى لا نقع في اشكاليات من نوع تأثير هؤلاء على سجناء الحق العام مثلا عند وضعهم في نفس الزنزانة.
معهم لما لهم من قدرة على الاقناع وقوة في الخطاب من جهة اخرى يجب اثبات عملية التورط من عدمها لان هناك من سافر وعند اكتشافه لهول ما يحدث قرر العودة دون أن تلطخ يداه بالدماء وهذه عملية دقيقة للغاية ومن بين الحلول الممكنة انشاء قانون جديد يتم بموجبه وضع العائدين تحت المراقبة لمدة 5 سنوات لاثبات حسن نواياهم وعدم التورط تحسبا لعدم تنفيذ عمليات ارهابية في تونس الى جانب تفعيل العلاقات التونسية السورية وبالتالي فهي مسالة تتطلب استراتيجية كاملة امنيةو وقضائية وسجنية».