الجمعة , 29 سبتمبر 2023
الرئيسية / صفحه 51

أرشيف الموقع

سفير تونس في ايطاليا يؤكد أن مئات التونسيين طلبوا اللجوء السياسي إلى سويسرا

 

أكد سفير تونس بإيطاليا نصر المستيري أن المئات من التونسيين الموجودين في إيطاليا طلبوا اللجوء السياسي إلى سويسرا.

ووفق ما نقلته شمس أف أم على هامش زيارة رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي إلى إيطاليا، فقد أقر السفير التونسي أن السلطات الإيطالية رفضت منح اللجوء السياسي للتونسيين لاعتبارهم لاجئين اقتصاديين وليس لاجئين سياسيين.

وأشار المصدر ذاته الى أن أكثر من 6 آلاف تونسي في إيطاليا تحصلوا على عقود شغل وإقامات و22 ألف تونسي تحصلوا على تأشيرات مؤقتة.

تأسيس هيئة مستقلة تونسية ليبية للإغاثة وإدارة الأزمات

 

أعلن عدد من مكونات المجتمع المدني التونسي والليبي عن تأسيس هيئة مستقلة تونسية ليبية للإغاثة الانسانية وإدارة الأزمات استجابة لمبادرة أطلقها المعهد العربي لحقوق الانسان حول حقوق الانسان والإغاثة وإدارة الأزمات.

وجاء إعلان هذه الهيئة أمس في اختتام ندوة تونسية ليبية نظمها المعهد بجربة حول دور المجتمع المدني في الاغاثة وإدارة الأزمات ضمت نسيجا متنوعا من المجتمع المدني من البلدين، بهدف تفعيل دور المجتمع المدني في ادارة الازمات والعمل التنسيقي والمشترك بينهما للتفاعل الايجابي مع الازمات وإيجاد الحلول لها.

وزير الخارجية، د. منجي الحامدي لـ «التونسيــــة»: أنا «ولد بورقيبة» ومهدي جمعة Grand Leader

 

سياستناالخارجية«صفر من الأعداء»

 

موسكو تدعم الانتقال الديمقراطي بتونس أمنيا وعسكريا

 

 من حق «التوانسة» أن يعرفــــــــــــــــوا «وين ماشين»

 

 

سنرفع التأشيرة عن السياح الروس

 

على سفر دائم بين دول العالم يحمل في حقيبته الديبلوماسية جانبا من إنتظارات التونسيين وتشوقهم لرؤية بلدهم آمنا، يحقق نموا مطردا وتوزع خيراته بين كل فئات التونسيين ...

هو وزير خارجية تونس في حكومة «انتقالية» لا سند حزبي لها ولكنه لا يكل من الحديث عن تونس المستقبل وكيف نعيد بلادنا إلى الساحة الدولية بلدا مستقرا جذابا للسياح وللاستثمار الأجنبي ...

لم يتردد الوزير الذي لا ينسى أن يذكرك بأنه قادم من أحد أرياف سيدي بوزيد في أن يصارح وزير خارجية فرنسا دون تلعثم ليلفت إنتباهه إلى أن تونس ليست أقل شأنا من دول أوروبا الشرقية التي حظيت بسخاء فرنسي ...وبأن تونس لا تنتظر حسنة أو صدقة من أي كان بل تقترح رؤية مجتمعية متكاملة على أصدقائها ولا تطلب سوى دعمها لتحقيق هذه الرؤية...

وفي كل زياراته الخارجية نجح الدكتور منجي الحامدي في أن ينسج علاقات ودية لتونس محافظا على كرامة البلد رغم صعوبة الظرف الاقتصادي فلم نره مستجديا أو مطأطئا رأسه بل تعامل بندية مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي وتحدث خلال الندوة الصحفية بأنجليزية متقنة عن تونس باعتبارها بلدا يبني ديمقراطيته الناشئة دون إقصاء لأي تيار سياسي...

لقاؤنا في مكتبه بوزارة الخارجية كان أياما قليلة بعد عودته من موسكو حيث التقى بنظيره سرغاي لافروف ووزير الرياضة «القوي» المشرف على متابعة العلاقات التونسية الروسية.

وحين دخل «الحاجب» ليضع فنجانين من القهوة على الطاولة، فاجأني الوزير بسؤاله «الحاجب» أنت جديد هنا؟ رد الرجل بعد أن رفع عينيه نحو مخاطبه» نعم سيدي الوزير» ، فما كان من وزير الخارجية إلا أن تجاذب معه أطراف الحديث يسأله عن ظروفه وهل هو مرتاح في عمله أو لا، ورحب به وكأنه أحد مساعديه المقربين ....لم تصدق أذناي ما سمعت وأظن ذلك الحاجب إلى الساعة يسأل نفسه أي وزير هذا الذي ينتبه لعون بسيط مثلي ويسأله عن راحته ...

 

 كان لافتا للانتباه أن رئيس الحكومة لم يزر روسيا الاتحادية خلال جولته الدولية وبدا وكأنه ولّى وجهه نحو الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا دون غيرها، ولهذا كانت زيارتك لموسكو يومي 1و2 سبتمبر مفاجئة إلى حد ما؟

 

ـ تعرفون ولا شك أن سياسة تونس الخارجية تضبط بالتشاور مع رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية ومنذ تولى حكومة السيد مهدي جمعة مقاليد الأمور كان خيارنا أن تكون ديبلوماسيتنا خارج سياسة المحاور وبأن نحافظ على علاقات بلادنا مع شركائنا التقليديين وندعمها ولكن نبحث عن أسواق واعدة وعن شركاء جدد من الدول الصاعدة وفي هذا الإطار كانت زيارات رئيس الحكومة لدول الخليج التي تناسيناها في الماضي والجولة الإفريقية لرئيس الدولة وزيارتي الأخيرة لموسكو ، تعرف أن روسيا دولة غنية بالثروات وقد تجاوزت المملكة العربية السعودية في إنتاج البترول وروسيا اليوم اكبر منتج للغاز في العالم ويبلغ فائض الميزان التجاري الروسي 180مليار دولار في السنة ...

هناك إذن إمكانيات هائلة للتعاون ، وقد اغتنمنا فرصة الحظر الروسي على عدد من المنتجات الأوروبية وعبرنا عن استعداد تونس لتوفير عديد المنتوجات الفلاحية والسمكية وتم خلال الزيارة الاتفاق على تصدير 25 ألف طن زيت زيتون وهي كمية معتبرة خاصة إذا علمنا أن إنتاجنا لهذه السنة سيناهز 300 ألف طن نصدر منها 60 ألف طن للإتحاد الأوروبي ، كما طلبوا منا منتوجات أخرى مثل الدجاج وبعض المواد الفلاحية، وبعد أسبوعين سينتظم منتدى الأغذية العالمي في موسكو الذي ستحضره وزيرة التجارة وأعتزم محادثة السيد رئيس الحكومة ليشجع وزير الفلاحة للمشاركة في هذا المنتدى وهي فرصة للتوقيع النهائي على هذه الاتفاقيات المبدئية.

 

 هل لتونس القدرة على توفير الحاجات الروسية؟

 

ـ نعم ولكننا لا ندعي أننا سنوفر كل الحاجات بل جزءا منها إلا في زيت الزيتون وقد ثمّن الروس المقترح التونسي الذي سيساهم في تعديل اختلال التوازن بين وارداتنا 1064 مليون دينار وصادراتنا 45 مليون دينار مع هذا البلد الذي عبر مسؤولوه عن استعدادهم لمساعدة تونس بفتح عدة أسواق دائمة لمنتجاتنا .

 

 من كان معك في زيارتك لروسيا؟

 

ـ رافقني مدير عام مركز النهوض بالصادرات ومدير عام أوروبا بوزارة الخارجية وأحد رجال الأعمال التونسيين المتخصصين في تصدير زيت الزيتون لروسيا.

 

 

 ما هو مستوى العلاقات الروسية التونسية؟

 

ـ على أعلى ما يكون

 

 هل روسيا مهتمة بالشأن التونسي؟

 

ـ نعم وقد عبر المسؤولون الروس منذ البداية عن استعدادهم لدعم مسار الانتقال الديمقراطي أمنيا وعسكريا ببعض المعدات التي سيتم الاتفاق حولها لاحقا وبتدريب العسكريين والأمنيين في مقاومة الإرهاب وسألاقي زميلي في الحكومة وزير الدفاع باعتبار أن هذا الملف من مشمولاته، كما عبر الروس عن إستعدادهم لدعم تونس اقتصاديا بإقراضنا 500 مليون دولار بشروط ميسرة وسيتم إرسال فريق فني من وزارة المالية ومن البنك المركزي لضبط الاتفاق بشكل نهائي.

 

 هل من المأمول أن تتطور حصة تونس من السياح الروس؟

 

ـ سؤال ممتاز لأن الروس هم الجنسية الوحيدة التي زاد إقبالها على تونس بعد الثورة ففي سنة 2011 كان عددهم 150 ألفا وتضاعف عددهم سنة 2013 إذ حل بيننا 300 ألف سائح روسي ونتوقع ان يبلغ العدد 350 ألفا سنة 2014 ولا أخفي عنكم أنه قبل سفري لموسكو تحدثت مع السيد رئيس الحكومة ومع زميلي وزير الداخلية واتفقنا مبدئيا على رفع التأشيرة المفروضة حاليا على السياح الروس وهو إجراء إن تم فمن المتوقع أن يزيد عدد الروس القادمين إلينا بخمسين ألف دفعة واحدة كما أفادني بذلك وزير الخارجية لافروف.

 

 يهتم كثير من التونسيين بما يراه البعض شكليات مثل من يستقبل مسؤولينا في زياراتهم الخارجية- وأنت تعرف أن الشبكات الإجتماعية زاخرة بالطرائف حول هذا الموضوع خلال السنوات الماضية- وقد كان لافتا الحفاوة التي ابداها وزير الخارجية الروسي خلال إستقبالك فهو عادة لا يبتسم فإذا به يضحك؟

 

ـ أنا أعرف السيد لافروف منذ كان سفيرا لبلده في الأمم المتحدة، كنت وقتها موظفا بالمنتظم الأممي وتوطدت علاقاتنا منذ زيارته لتونس ، والحقيقة انه رحب بالوفد التونسي وعقدنا جلسة عمل امتدت طيلة ساعات الصباح ثم دعانا للغداء ثم قابلت وزير الرياضة موتكو وبالمناسبة فوزير الرياضة في روسيا مقرب من الرئيس بوتين وهو محل ثقته وهو الذي يشرف على ملف تنظيم روسيا لكأس العالم لكرة القدم 2018 وهو الذي اشرف على ملف تنظيم مدينة سوشي للألعاب الأولمبية وقد عقد الوفد التونسي جلسة عمل مع الوزير موتكو المسؤول عن العلاقات الروسية التونسية وزكى الإتفاقات المبدئية مع وزير الخارجية سرغاي لافروف .

 

 هل من الوارد أن يزور رئيس الحكومة مهدي جمعة موسكو؟

 

ـ نعم لقد طرحت الموضوع مع وزير الخارجية الروسي لافروف وهناك إمكانية لتنظيم زيارة السيد رئيس الحكومة لروسيا ، بقي أن نتفق على موعد مناسب للطرفين وهي مناسبة لدفع العلاقات التونسية الروسية إلى مستوى العلاقات الإستراتيجية كما هو الحال بالنسبة إلى العلاقات الجزائرية الروسية خاصة وان الظروف الإقليمية والدولية تقتضي أن تكون علاقاتنا مع دولة مثل روسيا علاقة إستراتيجية ، لا تنس ان اللجنة المشتركة اجتمعت في شهر ماي في تونس بمشاركة موتكو وزير الرياضة المكلف بالملف التونسي وأمضينا عديد الاتفاقيات الاقتصادية وسينعقد الاجتماع القادم سنة 2015 في روسيا .

 

 هل ستكون حاضرا في هذا الإجتماع؟

 

ـ «مبتسما » الله أعلم

.

 هل تحدثت مع وزير الخارجية لافروف عن ملف الإرهاب الذي يتهدد تونس والمنطقة عموما؟

 

ـ بطبيعة الحال، ملف الإرهاب من الملفات الشائكة ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، ولروسيا تأثير كبير في المنطقة العربية وخاصة في سوريا والعراق وليبيا والاهتمام الروسي كبير بما يحدث في منطقتنا وموقفنا متطابق في رفض التدخل العسكري الأجنبي في أي من بلدان المنطقة العربية.

 

 ألم يؤثر قطع العلاقات الدبيلوماسية مع سوريا على علاقتنا بروسيا الحليف الإستراتيجي لنظام الأسد؟

 

ـ أفضل ان نتحدث عن علاقاتنا الحالية مع روسيا ، وأكيد انكم تابعتم ما صرح به الوزير لافروف في الندوة الصحفية التي عقبت لقاءنا فقد أكد على انسجام الموقفين الروسي والتونسي في ما يتعلق بالقضايا العربية وفي ما يتعلق بسوريا وليبيا وثمّن موقف تونس الرافض للتدخل العسكري في ليبيا فقد أخذنا زمام المبادرة في تنظيم مؤتمر وزراء خارجية دول الجوار الليبي للدفع نحو حل سلمي وسياسي للأزمة الليبية بعيدا عن أي تدخل عسكري أجنبي ستكون له تداعيات وخيمة على كامل المنطقة وروسيا قدرت المواقف التونسية في هذا الصدد مع احترام مبادئ الشرعية الدولية .

 

 في أكثر من مناسبة تحدثت عن محاور ثلاثة في العمل الحكومي تتعلق بالرؤية الواضحة والإستراتيجية الوطنية والالتزام السياسي العالي ، هل حكومة مهدي جمعة في هذا المستوى ؟

 

ـ لنكن واضحين، أنظر إلى كل التجارب الناجحة في ماليزيا وكوريا الجنوبية وتركيا وكل البلدان التي نجحت في مسارها التنموي إلتزمت بهذه المحاور الثلاثة« وين تحب تهز البلاد؟» كيف وبأي وسائل؟ لا يمكن أن تتحقق نهضة إقتصادية إلا من خلال إستراتيجية دقيقة وواضحة في كل الميادين من خلال برنامج واضح في التعليم والصحة والطاقة والبيئة والفلاحة ....

 

 «مقاطعا »  تونس منذ اربع سنوات بلا مخطط خماسي» كل عام وعامو» وأنت تتحدث عن الرؤية الواضحة؟

 

ـ ان يكون وضعنا صعبا واستثنائيا لا يعني أن نرضى به على الدوام، نحن بصدد إدارة أزمة ومرحلة انتقالية ولكن ذلك لا يمنعنا من التفكير الإستراتيجي والتخطيط للمستقبل من خلال مشروع دولة لا مشروع حكومة وهو موقف عبر عنه رئيس الحكومة في أكثر من مناسبة آخرها الندوة الدولية «أستثمر في تونس الديمقراطية الناشئة» المنعقدة اليوم 8 سبتمبر ويعلم التونسيون أننا منذ تشكيل الحكومة كنا نلتقي خارج أيام العمل مع رئيس الحكومة الذي كان يدعونا يومي السبت والأحد واتفقنا على ضبط رؤية واضحة وإستراتيجية وطنية مع التزام سياسي عال وقد أعددنا ورقة إستراتيجية note strategique  سنقدمها في الندوة الدولية اليوم تتعلق بمختلف ميادين التنمية الاقتصادية والاجتماعية خلال الخمس سنوات القادمة

 

 من الضامن لتطبيق هذه الرؤية بعد مغادرة الحكومة الحالية؟

 

ـ سؤالك على قدر كبير من الأهمية، الحكومات لا تعمل لنفسها فهي تتغير والدولة مستمرة وأي يوم يمضي دون أن نخطط فيه للمستقبل هو عبء إضافي على التونسيين ونحن نتمنى أن تواصل الحكومات القادمة العمل والالتزام بهذه الخطة التي وضعها أكبر الخبراء التونسيين في مختلف المجالات ، ولا شك أن السيد رئيس الحكومة سيعلن عن الصيغة التي تضمن متابعة الملف حتى لو تغيرت الحكومات لأنه لا يقبل أن نرهن مصير بلادنا بأزمة سياسية لا قدر الله أو بسقوط حكومة أو تغيير وزير .

 

 ولكننا سنخرج من المؤقت والحكومة القادمة ستعيش خمس سنوات؟

 

ـ هذا سابق لأوانه لأن الحكومة التي ستفرزها الإنتخابات يمكن أن تعيش طويلا كما يمكن ألاّ تمتد لأكثر من سنة، أنت تعرف أن عوامل كثيرة تحدد عمر اية حكومة وخاصة مدى رضى التونسيين على أدائها وتحقيق إنتظاراتهم ولذلك على الحكومة ان تعمل وتخطط للمستقبل دون أي اعتبار لمدة عملها وهذه الحكومة كان لها الجرأة الكافية دون اية اعتبارات سياسية أو إيديولوجية ودون خلفيات ضيقة مغلبة المصلحة الوطنية، من حق التوانسة أن يعرفوا البلاد «وين ماشية؟ شنوة نحبوا نعملوا في المستقبل» ، انت تعرف أن الطاقة هي أكبر عبء على ميزانية الدولة وحتى البرنامج الذي أعدته الحكومة متوقف.

 

 بسبب من؟ هل تحمل المسؤولية للمجلس التأسيسي؟

 

ـ نحن عرضنا مشاريع قوانين على المجلس التأسيسي ومازلنا ننتظر، لا أريد الخوض في الجدل السياسي ولكني أنبه إلى خطورة الإبطاء في المصادقة على هذه القوانين.

 

 بعيدا عن واجب التحفظ ، ما هو السيناريو الأصلح لتونس بعد 26-10؟ حكومة حزبية أو حكومة كفاءات؟

 

ـ حسب رأيي كمواطن ، المسار الانتقالي لن ينتهي بتنظيم الانتخابات ، المسار في تقديري مازال متواصلا لذا فرأيي الشخصي لو تسألني بصرف النظر عن بقاء هذه الحكومة أو مغادرتها أن مصلحة تونس تقتضي حكومة مستقلة تغلب المصلحة الوطنية، بعيدة عن اية إكراهات حزبية أو ضغوطات أو اعتبارات إيديولوجية، واليوم على  المسؤول أن يتحمل مسؤوليته في اتخاذ القرار دون انتظار التعليمات المركزية أو من فوق ، تغيرت الأمور بعد الثورة كل واحد يجتهد ويتحمل مسؤوليته، أنا أمارس عملي كوزير للخارجية وأتحمل مسؤوليتي،  أعتقد أن الانتماء الحزبي يحد من حركة أي مسؤول، هذا هو موقفي الشخصي ولا أريد أن يفهم منه أني أفتح الباب لبقاء هذه الحكومة ، أتحدث عن تونس كمواطن تهمه مصلحة بلده، نحن إزاء مسار انتقالي تتخلله محطة انتخابية هامة ولكني مرة اخرى اعتقد انه من الأفضل ان تكون السلطة التنفيذية بعيدة عن الأحزاب لأننا مازلنا في مسار انتقالي سيتوج بانتخابات نرجو أن تكون شفافة ونزيهة لكن أعتقد ان تونس مازالت في حاجة إلى سلطة تنفيذية بعيدة عن الحياة الحزبية وتجاذباتها .

 

 هناك عدة مخاوف من التوظيف السياسي للندوة الدولية» إستثمر في تونس الديمقراطية الناشئة» فما هو موقفكم؟

 

 ـ هذه الندوة خارجة عن كل توظيف سياسي ولا أدل

على ذلك من أنه لن يتكلم فيها أي من السياسيين فيها

 

 حتى رئيس الدولة نفسه؟

 

ـ السيد رئيس الدولة هو أيضا مرشح للإنتخابات الرئاسية وأظن أنه حريص مثلنا على أن تكون الفرص متساوية أمام الجميع، الندوة الدولية حدث اقتصادي لإعلان الإستراتيجية الوطنية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بعيدا عن كل الألوان الحزبية .

 

 ما هو مستوى الحضور في هذه الندوة الدولية؟

 

ـ نأمل أن يرتقي الحضور إلى تطلعاتنا ، هناك تأكيدات من رؤساء حكومات فرنسا والجزائر والمغرب ... وهناك تمثيل رفيع المستوى من قطر ووزراء خارجية فرنسا والبرتغال ومالطا....الحضور نوعي من رؤساء المؤسسات العالمية والمؤسسات المالية الدولية ونحن نعمل على تسويق صورة تونس الجديدة ونحن واعون بأن الاستثمارات الأجنبية مكملة للاستثمار الوطني مع العلم بأن الاستثمار الأجنبي المباشر ساهم في دعم اقتصادات عدة بلدان صاعدة مثل الصين وتايلندا وماليزيا ...اليوم هناك حوالي 2000مليار دولار سنويا من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في العالم وأكثر من نصفها موجه للدول النامية وإن شاء الله تكون حصتنا منها حصة مميزة .

 

 يقول مراقبون أن العلاقات التونسية الأمريكية في أزهى أيامها؟

 

ـ العلاقات التونسية الأمريكية في أزهى أيامها، الشأن ذاته بالنسبة للعلاقات التي تجمعنا بروسيا وقطر والإمارات والسعودية والجزائر والمغرب...تأكد أن علاقاتنا ممتازة مع أصدقائنا وشركائنا ، سياستنا صفر أعداء في إطار علاقات تقوم على المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واستقلالية القرار الوطني.

 

 ماهي أخبار التونسيين في ليبيا؟

 

ـ تعرفون أننا نبّهناهم إلى خطورة الوضع ودعوناهم للعودة إلى تونس ، كثير منهم إستجابوا في حين فضل آخرون البقاء لأسباب تتعلق بهم ولا يمكن إجبارهم على العودة، نحن نتابع أوضاع الجالية هناك و القنصليتان في طرابلس وبنغازي مفتوحتان لتقديم الخدمات القنصلية عن طريق الأعوان المحليين أما السفارة فهي مغلقة لاعتبارات أمنية فضلا عن غياب المخاطب الرسمي الليبي.

 

 ما جديد قضية المفقوديــــــن في إيطاليا؟

 

ـ سفارتنا والقنصلية التونسية في روما تقومان بجهد كبير مع الجانب الإيطالي ولكن العملية معقدة جدا لغياب المعلومات وقد قمت شخصيا باستقبال ممثلي عائلات المفقودين وشرحت لهم أن الوزارة وسفارتنا في روما مفتوحتان لهم ونحن نتابع الملف.

 

 هل صحيح انك ستزور قريبا الهند وتركيا؟

 

ـ لقد تلقيت دعوتين من البلدين، المشكل هو مشكل توقيت الزيارة ، بلدان مثل الهند و تركيا من الضروري ان تكون علاقاتنا معهما متميزة، تركيا مثلا كانت من أول البلدان التي ساندت حكومتنا بهبة قدرها  200 مليون دولار خلال العشرة أيام الأولى لمباشرتنا مهامنا ، ورئيس الحكومة الحالي السيد أحمد داود أوغلو صديق وكنت إلتقيته خلال الأسبوع الأول مــــن تعييني فـــي وزارة الخارجية في اديس أبابا وتحدثنا ووعد بالمساعدة وهو ما لم يتأخر في تحقيقه.

 

 هل إطلعت على الحوار الذي أدلى به مهدي جمعة لوكالة تونس إفريقيا للأنباء؟

 

ـ نعم

.

 هل فاجأك رئيس الحكومة بإعلانه عدم استعداده تحمل رئاسة الحكومة مرة أخرى؟

 

ـ القرار شخصي لأنه يتعلق به ولكني سأتحدث عن رجل عملت معه من قريب في أوقات صعبة في كثير من الأحيان، مهدي جمعة ليس من الصنف الذي يتهرب من تحمل المسؤولية بالعكس هو رجل وطني غيور على تونس عاد إلى بلاده لخدمتها وله التزام أخلاقي مع التونسيين والرباعي الراعي للحوار الوطني للوصول بتونس إلى بر الأمان بضمان انتخابات شفافة ونزيهة وأنا وكل أعضاء الحكومة ملتزمون بما يقرره رئيس الحكومة ومتضامنون معه.

 

 ما تعليقك على ما يتردد من رغبة بعض الأحزاب والمكونات المجتمعية ترشيح مهدي جمعة لرئاسة الجمهورية؟

 

ـ أسأل في كثير من المناسبات عن مستقبل السيد مهدي جمعة وكنت في كل مرة أؤكد لمن يسألني أن الهاجس الأول لرئيس الحكومة هو إتمام مهمته وفق خارطة الطريق، لكن أنا أعرف أن السيد مهدي جمعة يمنح الأولوية للمصلحة الوطنية مهما كانت التضحيات الشخصية .

 

 سيكون مفاجئا لك أن يعلن جمعة ترشحـــــــــه للرئاسة؟

 

ـ مستحيل أن يفعلها هكذا من تلقاء نفسه أنا أعرف الرجل جيدا لكنه أيضا يتحمل مسؤوليته إلى النهاية.

 

 أنت تشرف على وزارة كان أول وزير لها الزعيم الحبيب بورقيبة ألا يعني لك هذا شيئا؟

 

ـ «برشة ناس» أسمعهم يتحدثون عن تضحياتنا إذ تركنا المرتبات العالية للعودة إلى بلادنا وينسى هؤلاء التضحيات الحقيقية التي قدمها الآباء المؤسسون للدولة التونسية الحديثة شخصيا لا أرى في ما أقوم به أي تضحية وأنحني احتراما وإجلالا لشهداء الوطن في حرب تونس على الإرهاب ، أنا أقوم بواجبي لا غير وأرد بعض ما أعطتني تونس ، لا تنس أني أعتبر نفسي «ولد بورقيبة» .

 

 لا تقل لي بأنك بورقيبي؟

 

ـ لولا بورقيبة لما وجدتني في هذا المكتب، أعتبر نفسي«ولد بورقيبة» انا إبن عائلة بسيطة جدا من ريف سيدي بوزيد «ماكانش عنا حتى الضوء» سياسة بورقيبة في التعليم هي التي أتاحت لي فرصة الدراسة والإقامة في مبيت منذ كنت في سن الحادية عشرة، وبفضل بورقيبة تحصلت على منحة للدراسة بالولايات المتحدة وفخر لي بأني وزير لذات الوزارة التي أشرف عليها بورقيبة.

 

  هل تصورت يوما بأنك ستكون وزيرا للخارجية؟

 

ـ كنت أحلم بأن أخدم بلدي من أي موقع ولكني لم أفكر يوما في أني سأكون في هذا المكتب كنت اشعر بأن «هناك حاجة ناقصتني » وهي خدمة تونس وحين جاءتني الفرصة قبلتها وقد توفرت لي فرص في فترات سابقة ولكني لم أعرها اهتماما ولكن العمل في حكومة وطنية مستقلة بعيدا عن الأحزاب شرف لي .

 

 يتردد أنك اليد اليمنى لرئيس الحكومة؟

 

ـ كل من يعمل مع السيد رئيس الحكومة يشعر بأنه يده اليمنى، نحن نعمل بشكل جماعي ورئيس الحكومة لا يتدخل مطلقا في عمل الوزارة نحن نتشاور معه ولكنه يتعامل معنا بثقة وإحترام، ينصت إلى كل الأطراف وإلى مختلف الآراء ثم يأخذ قراره ويتحمل مسؤوليته وهذه صفات «زعيم كبير» grand leader .

 

  ألا تخشى أن تغادر الوزارة برصيد صفر من الإضرابات والوقفات الاحتجاجية؟

 

ـ «مبتسما»  منذ اول يوم لي في الوزارة تجولت بين مكاتب الموظفين من مختلف المواقع وأشعرتهم بأن الوزارة «متاعهم» وبأني بينهم لتحسين ظروف عملهم وسهرنا بعمل تشاركي يقوم على الحوار على تجاوز كل المشاكل بالتنسيق مع النقابة الأساسية وجمعية الديبلوماسيين قلت لهم إن كان لكم حقوق فستأخذونها ، وأنتم تعلمون بأني كوزير لم أتدخل مطلقا في الحركة الديبلوماسية ولا أتحدث هنا عن رؤساء البعثات فتعيينهم من صلاحيات رئيس الجمهورية بالتنسيق مع الوزارة ورئاسة الحكومة ، نحن شكلنا لجنة على غرار اللجنة الموجودة في الأمم المتحدة وهذه اللجنة اعتمدت مواصفات ومقاييس لضبط الحركة وقدمت توصياتها ولم أتدخل مطلقا في اية توصية لأن لجنة من 12 شخصا من مختلف أقسام الوزارة جديرة بالثقة وتحميلها المسؤولية.

 

 ما سر إبقائكم على السيد علي عرفة سفيرا رغم كونه قياديا في «النهضة» وكان مديرا لمكتب الغنوشي؟

 

ـ سأتحدث معكم بكل صراحة، هو من حركة «النهضة» وتسميته سياسية ولكنه موظف في الخارجية عين في إطار العفو التشريعي العام ولا يمكننا إعادته إلى تونس إن لم يقترف خطأ فادحا، فما الجدوى من تجاوز القانون ؟

 

 كيف تختم الحوار؟

 

ـ أدعو الإخوة الليبيين لتحمل مسؤولياتهم لوضع حد للاقتتال الداخلي حتى لا تضيع ليبيا فلا حل لأي مشكل بالسلاح ونحن نتعامل مع الشأن الليبي على أنه قضية تونسية لأنه لا يمكن لتونس أن تستقر طالما غاب الاستقرار في ليبيا ونحن نثق في قدرة الليبيين على التوصّل إلى حل.

من جهة أخرى أرجو أن تتحقق أهداف ثورة الكرامة والحرية وهذه مسؤولية الحكومة التي ستفرزها الإنتخابات ، وأريد أن أذكركم بأن النمو الاقتصادي قبل الثورة كان مرتفعا إلى حد ما ولكن توزيع الثروة لم يكن عادلا ولم يستفد من النمو سوى طبقة محدودة جدا من التونسيين ، الجديد بعد الثورة أن كل الفئات تستفيد من أي نمو تحققه الدولة ، ونحن بادرنا بوضع إستراتيجية وطنية للتنمية الاقتصادية وأنا واثق ان تونس قادرة خلال عشر سنوات على تحقيق قفزة عملاقة مثل التي حققتها تركيا وماليزيا وتايلندا ...لا شيء يمنعنا من ذلك شريطة عودة كل التونسيين للعمل والتحلي بالانضباط وتغليب المصلحة الوطنية .

 

 انتهى فصل الصيف ولا شيء يدل على تمتعك بأشعة الشمس؟

 

ـ صدقني لم أتمتع بيوم عطلة واحد « ما خذيتش حتى نهار راحة »...العمل في وزارة الخارجية يجعل كل أيام الأسبوع متشابهة ...

بعد قرار فرنسا بإسقاط الجنسية عنهم:500 «جهادي» من أصل تونسي في طريقهم إلى بلادنا

 

وزير الداخلية الفرنسي برنار كازناف ماضي قدما في قراره بإسقاط الجنسية عن الجهاديين العائدين من سوريا وترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية والحال كذلك فإن 500 جهادي تونسي معنيون بهذا القرار فماذا أعددنا لعودتهم؟

14 جوان 2014 يُعدّ تاريخا مفصليّا في تعامل فرنسا مع المتورطين في الجهاد من المقيمين على أراضيها حتى وإن كانوا حاملين للجنسية الفرنسية حيث قامت وحدات الشرطة بترحيل شاب تونسي يدعى عمر يبلغ من العمر 28 سنة باتجاه تونس وعمر كان محل اهتمام أجهزة المخابرات الفرنسية في مدينة «قرونوبل» وكشفت الأبحاث عن تورطه في انتداب وترحيل الشباب الفرنسي من أصول مغاربية باتجاه سوريا للجهاد ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

بالتزامن مع عملية الترحيل هذه، كشفت مصادر استخباراتية غربية عن عدد الجهاديين القادمين من الدول الغربية إلى سوريا وقدرتهم بثلاثة الاف مقاتل منهم تسع مائة يحملون الجنسية الفرنسية وينحدرون من أصول مغاربية لكن المعلومة الأخطر التي وردت في هذا التقرير تتعلق بالجهاديين الفرنسيين من أصول تونسية حيث قُدّر عددهم بخمس مائة مقاتل هم معنيون مباشرة بقرار الحكومة الفرنسية المتعلق بإسقاط الجنسية عنهم وترحيلهم إلى بلدهم الأصلي أي تونس ولإثبات جديتها لم تتوان الحكومة الفرنسية لحظة واحدة في ترحيل الشاب عمر في 14 جوان الماضي باتجاه تونس.

ويبقى السؤال المطروح كيف ستتعامل تونس مع هذا الملف وماذا أعدت لعودة هذه القنابل الموقوتة وهل أن مصالح الأمن التونسي شرعت في التنسيق مع مصالح الأمن الفرنسية في هذا الملف الخطير؟

لما طُرح موضوع الجهاديين التونسيين العائدين من سوريا في ماي الماضي للنقاش العام اصطدم الجميع بغياب قانون تتم بمقتضاه محاسبة هؤلاء ولا نعني هنا بالمحاسبة بالضرورة العقاب وإنما مثولهم على الأقل أمام لجان مختصة قضائية ودينية واجتماعية لتشخيص الأسباب التي أدت بهم إلى التورط في مثل هذه الأفعال.

والحقيقة أن المجلس الوطني التأسيسي أضاع من الوقت في مناقشة قانون الإرهاب والمصادقة عليه مثقلا بذلك كاهل السلطات الأمنية التي وجدت نفسها في مأزق قانوني خطير في التعامل مع العائدين من الجهاد في سوريا حيث اكتفت في غالب الأحيان بسماعهم وإطلاق سراحهم نظرا لغياب قانون يُكيّف جرائمهم ـ إن كانت هناك جرائم ـ ومن ثمّة إحالتهم على القضاء والحال كذلك أُرهقت المؤسسة الأمنية بملف جديد حيث أصبحت مطالبة كذلك بمراقبة العشرات من الجهاديين العائدين من سوريا بالإضافة إلى مهامها الأخرى كمقاومة الإرهاب وحفظ النظام العام.

وبعد قرار الحكومة الفرنسية الذي شدد عليه رئيس الوزراء الفرنسي إيمانيال فالس وهو يعلن عن حكومته الثانية منذ أيام والقاضي بإسقاط الجنسية عن الجهاديين الفرنسيين العائدين من سوريا وترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية بما في ذلك التونسيين فإن هموم الأمن التونسي ستنضاف إليها هموم أخرى من الصعب التكهن بنتائجها.

والحقيقة أنّنا أمام وضع جديد فالجهاديون التونسيون المولودون في فرنسا يحملون ثقافة أخرى ويتكلمون لغة أخرى ووضعهم الاجتماعي مغاير تماما لوضعية الجهاديين المولودين في تونس وكل التقارير الاستخباراتية تقول إنهم أخطر من الجهاديين الذين ولدوا وكبروا في تونس حتى أن تنظيمات مثل «داعش» و«جبهة النصرة» توكل لهم المهام الأكثر دموية كذبح الرهائن وتعذيب الأسرى والعمليات الانتحارية ولنا في ذبح الصحفي الأمريكي «جايمس فولي» على يد الجهادي البريطاني من أصول عربية عبد الماجد عبد الباري خير دليل على دموية الجهاديين المولودين والمقيمين في الدول الغربية حيث يتم استغلال جهلهم بالدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحة لشحن أدمغتهم بالقراءات والتفاسير الأكثر والأشد راديكالية في فهم القرآن والسنة وهو ما يفسر تشددهم.

لذلك فإن وصول العشرات منهم إلى تونس يتطلب دراية ومعرفة خاصة بأوضاعهم لتفادي تحويلهم إلى قنابل موقوتة قادرة على الانفجار في أي لحظة...

إيطاليا أحصت 2000 جثّة عدا ما ابتلع البحر :شاطىء بن قردان ينتظر جثث عشرات «الحارقين»

 

  حديقة الحيوانات بطرابلس تحوّلت إلى مأوى للمهاجرين

بلغ عدد الجثث التي لفظها البحرالى حدّ يوم أول أمس في ميناء الكتف قرب مدينة بن قردان على الحدود مع ليبيا 48 جثة، ورجحت مصادر مطلعة في طرابلس أن يتوالى ظهور الجثث بعد غرق مركب كان على متنه ما لا يقل عن 200 شخص.

وقال شهود عيان صبيحة أول أمس إن أغلب الجثث التي لفظها البحر في الساعات الأخيرة كانت في حالة تعفن متقدم، نظرا لحرارة الطقس وماء البحر في مثل هذا الوقت، وأن   المصالح الحكومية والهلال الأحمر في بن قردان اضطرّا  إلى التحذير من لمس الجثث أو إخراجها من الماء دون حضور وإشراف المختصين والأطباء، خوفا من المخاطر الصحية التي تمثلها خاصة الجثث المتحللة، فيما سارعت سلطات المدينة بدفن الجثث في مكان مخصص لمجهولي الهوية، مع إمكانية استخراجها بعد ذلك بطرق قانونية بعد الحصول على إذن من النيابة العمومية للتعرف على هويات أصحابها بفحص الحمض النووي.

وتبعا لمعلومات متواترة من أوساط مطّلعة في ليبيا، فإن مركب صيد ليبي انطلق منذ منتصف الأسبوع الماضي بطريقة سرية من الشواطئ الغربية في ليبيا، وترجّح هذه المصادر أن يكون أبحر من المنطقة الواقعة بين زوارة وبو كماش، حاملا ما لا يقل عن 200 شخص منهم 29 امرأة وأطفال لا يعرف عددهم، أغلبهم من السوريين، هاربين نحو شواطئ إيطاليا وخصوصا جزيرة لامبيدوزا. وتضيف هذه المصادر أن حالة الحرب الأهلية والانفلات الأمني اللذين تعيشهما ليبيا حاليا، جعلت مهربين من كل نوع ينظّمون رحلات إبحار سرية من الشواطئ الغربية المحاذية لتونس لقربها من إيطاليا.

أما عن غلبة الجنسية السورية على هذه الرحلات، فقالت مصادرنا إن كثيرا من السوريين الهاربين من جحيم الحرب في بلادهم طافوا عدة دول عربية وإفريقية لم ترحب بهم، وان  هدفهم الحقيقي كان دائما إدراك السواحل الأوروبية، وانهم لمّا علموا أن السواحل الليبية لم تعد محروسة توجه العشرات منهم إليها على أمل المشاركة في رحلة إبحار سرية رغم مخاطرها.

بالتوازي مع ذلك، تحدثت مصادر تونسية عن أعداد من السوريين ظهرت في ولاية قفصة قادمة من الجزائر في اتجاه ليبيا رغم هذه الظروف الصعبة، واضافت انه هناك شبكات إجرامية منظمة تستغل مثل هذه الوضعيات لتنظيم رحلات بحرية سرية نحو ايطاليا على متن مراكب صيد متهالكة، يعجز الكثير منها عن الصمود في وجه التيارات البحرية والعواصف الخريفية، وهو ما يفسّر غرق مركب الصيد الليبي الذي كان محمّلا بما لا يقل عن 200 شخص.

وفي قرية ليبية على بعد 60 كلم شمال غرب طرابلس، لفظ البحر يوم 22 أوت جثث 170 شخصا أغلبهم من الأفارقة كانوا قد أبحروا سرا تحت إشراف مجموعة من المختصين في الرحلات السرية، وقد تناقلت وقتها وكالات الأنباء العالمية صورا مروعة عن الجثث المتحللة التي بقيت سجينة المركب بعد أن انقلب وجرفه التيار البحري حتى شاطئ قرية صيادين صغيرة، وعانى السكان المحليون الكثير من الصعاب لإخراج الجثث من المركب في ظل ضعف وغياب السلطات.

ويقول شهود عيان يعملون في منظمات إغاثة بليبيا إن آلاف المهاجرين الأفارقة يأتون عبر الحدود الجنوبية لليبيا التي لم يعد يحرسها أحد تقريبا، من أجل هدف واحد، وهو الإعداد لرحلة بحرية سرية إلى شواطئ إيطاليا، وأن شبكات إجرامية متخصصة في هذا المجال أصبحت تنشط علنا، بما حوّل غرب ليبيا إلى مركز إفريقي عربي متوسطي لتهريب البشر. ويضيف العاملون في منظمات الإغاثة أن عددا كبيرا من الأفارقة والسوريين الراغبين في الهجرة السرية فقدوا أموالهم ومدخراتهم في رحلاتهم الشاقة عبر عدة بلدان، وبعضهم تعرّض للنهب أو التحيّل، وان مراكز الإيواء لم تعد قادرة على استيعابهم حتى أنهم هجموا على مقر حديقة الحيوانات في طرابلس واكتسحوها وحولوها إلى مقر إقامة.

وجاء في آخر تقرير لمنظمة «فرونتاكس»،  وهي منظمة أوروبية تعنى بمراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، أن عدد المهاجرين غير الشرعيين على الشواطئ الإيطالية قد ارتفع من حوالي 10 آلاف شخص سنة 2012 إلى 31500 سنة 2013 وهي آخر إحصائية متوفرة على موقع المنظمة على شبكة الانترنيت، مع الإشارة إلى أن انحلال السلطة وحالة الحرب الأهلية في ليبيا ساهمتا في تضاعف العدد ثلاث مرات وتنامي نسبة المهاجرين السوريين. وتتوقع مصادر أخرى أن يرتفع العدد الجملي للمهاجرين السريين من جنوب المتوسط إلى الشواطئ الإيطالية إلى أكثر من 50 ألف في 2014، فيما يشير تقرير رسمي إيطالي إلى أن البحرية الإيطالية تتوقع أن يصل العدد الجملي للمهاجرين السريين في 2014 الى ما لا يقل عن 100 ألف شخص. ويقول التقرير إنه تم إحصاء ما لا يقل عن ألفي جثة آدمية في المياه الإيطالية دون اعتبارتلك التي جرفتها التيارات البحرية إلى أماكن أخرى أو التي غرقت بعيدا عن المياه الإقليمية الإيطالية.

تونس الاولى عربيا في عدد المقاتلين بسوريا

 

حسب موقع السي ان ان عربية احتلت تونس المرتبة الأولى كأكثر الدول العربية التي خرج منها مقاتلون إلى سوريا وذلك نقلا عن مركز « بوي » للأبحاث . وتظهر خارطة للعالم اعدها المركز ان عدد التونسيين المقاتلين بسوريا بلغ 3000 مقاتل، تليها المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية حيث خرج منها 2500 تليها المغرب بـ1500 شخص. كما كشفت الخريطة ان روسيا قد خرج منها أكثر من 800 شخص للقتال على الأراضي السورية و فرنسا خرج منها أكثر من 700 شخص.

سوريون يحاولون التسلّل الى ليبيا عبر تونس والأمن يكثّف المراقبة

 

حذّر الناشط الحقوقي مصطفى عبد الكبير من التواجد الملفت للانتباه للسوريين بمدينة بن قردان الذي يتجاوز 500 شخص، داعيا السلط التونسية والأمنية إلى تكثيف المراقبة ومتابعة السوريين الموجودين بصفة غير شرعية.

من جانبه أكّد مصدر أمني مسؤول لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أنّ الجهات الأمنية تكثّف مراقبة محاولات للسوريين التسلل عبر الحدود الصحراوية التونسية نحو ليبيا، مضيفا انه تم الجمعة الماضية إلقاء القبض على 10 سوريين حاولوا التسلّل الى ليبيا عبر الحدود الصحراوية.

تواجد ملفت للإنتباه للسوريين في بن قردان و تحذير من حدوث فواجع بحرية جديدة

 

نبه الناشط الحقوقي ببن قردان مصطفى عبد الكبير إلى التواجد الملفت للإنتباه للسوريين بالمنطقة مطلقا صيحة فزع لخطورة المسالة و خاصة بعد المأساة الأخيرة التي تعيش على وقعها المنطقة منذ غرق عديد السوريين أثناء عملية هجرة غير شرعية من ليبيا نحو السواحل الإيطالية.

و قال مصطفى عبد الكبير رئيس فرع الجنوب الشرقي للمعهد العربي لحقوق الإنسان أن السوريين يقصدون مدينة بن قردان بعد أن دخلوا البلاد التونسية عبر الحدود الجزائرية للتسلل إلى ليبيا و الإبحار منها نحو السواحل الإيطالية.

و إعتبر أن التغاظي على تواجد السوريين دون موجب و دون أية صفة قانونية ببن قردان يعد جرما إنسانيا خطيرا داعيا السلط التونسية و الأمنية إلى التصدى إلى هذه الظاهرة و تكثيف المراقبة و متابعة السوريين الموجودين بصفة غير شرعية على حد توصيفه لهم.

بنقردان: انتشال 41 جثة لمهاجرين أجانب غير شرعيين بميناء الكتف

 

يتواصل بميناء الكتف ببن قردان انتشال جثث الغرقى الذين لفظهم البحر بعد غرق مركب انطلق من أحد الموانئ الليبية في إطار محاولة هجرة غير شرعية نحو السواحل الايطالية، ليصل العدد الجملي للجثث إلى حد منتصف نهار اليوم  الأحد 31 أوت 2014، وفق ما ذكره رئيس بلدية بن قردان مصطفى عبد الكبير إلى 36 جثة منه 5 لأطفال و8 لنساء واحدة منهن حامل والبقية لا يتجاوز أعمار أصحابها الأربعين سنة.

 

ورجح مصدر أمني أن غالبية هذه الجثث تعود لمواطنين سوريين مشيرا إلى انه تم العثور ظهر السبت على المركب الذي يتوقع أن يكون قد غرق بهذه المجموعة عالقا بقاع البحر قبالة سواحل جرجيس دون أن تكون بداخله أية جثة.

العثور على جثتين متحللتين بميناء الكتف في بن قردان جرفهما التيار من المياه الليبية

 

افاد بلاغ لوزارة الدفاع الوطني صباح اليوم الجمعة 29 اوت 2014 ان وحدات جيش البحر بالتنسيق مع الحرس البحري عثرت امس الخميس على جثتين ادميتين متحللتين جرفهما التيار من المياه الليبية وذلك على بعد 3 اميال بحرية شمال شرقي ميناء الكتف بن قردان بالمنطقة البحرية الحدودية الجنوبية. واضافت انه تم تسليم الجثتين للسلطات المحلية بمدينة بن قردان ولاية مدنين مشيرة الى ان عمليات البحث مازالت متواصلة للعثور على ناجين او على جثث اخرى.