حسمت هيئة مراقبة دستورية القوانين امرالطعون المقدمة في بعض فصول القانون الانتخابي واسقطتها اما شكلا اومضمونا،مما يلغي فرضية تعطيل دخول القانون حيّز النفاذ، لكن الباب فُتح امام تاويلات عدة لهذا الحسم «السلبي» حسب بعض الاطراف.
قررت هيئة مراقبة دستورية القوانين رفض الطعون المقدمة في بعض فصول القانون الانتخابي ,وبالرغم من ان الملف من المفترض ان يكون قانونيا مجرّدا الا ان عديد الاطراف التي دافعت عن الطعون بدات تتحرك في سياق اعطاء رفض الطعون مسحة سياسية تطغى على طابعه القانوني ,وتبني مقاربة رفض الطعون لتسريع انفاذ القانون وانجاز الانتخابات في موفى السنة الحالية استجابة لضغوط سياسية مورست عليها.
اسقطت الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية مشاريع القوانين الطعون التي تم تقديمها في عدد من فصول القانون الانتخابي ,بعد ان بتت في اربعة منها واحالة الاخرى الى رئاسة الجمهورية بعد انقضاء اجل البت في ما قُدّم اليها من طعون ,وتعلقت هذه الطعون في بعض الفصول التي رأى عدد من النواب انها لا دستورية وهي الفصل 6 من القانون ويتعلق باستثناء الأمنيين والعسكريين من الاقتراع ,وطالب عدد من النواب بتمكينهم من حقهم في الانتخاب ,والفصل 24 الذي يتعلق بالتناصف بين النساء والرجال في القائمات الانتخابية حيث تم طلب اعتماد التناصف الافقي اضافة الى التناصف العمودي , والفصل 173 المتعلق بتقسيم الدوائر الانتخابية ,حيث تمت المطالبة باعادة التقسيم والفصل 42 المتعلق بشرط توفير ضمان مالي على المترشح للانتخابات الرئاسية ,وطالب عدد من النواب بالغاء هذا الضمان , والطعن الخامس يتعلق بالفصول من (16الى 18) ومن (27 إلى 31) و(149 إلى 167) الخاصة بنزاعات الترسيم بالقائمات وإجراءات الطعن في الترشحات والجرائم الانتخابية.
اسقاط الطعون خلف ردود افعال متباينة في صفوف نواب التاسيسي ,حيث قال مقرر الدستور ونائب التاسيسي عن حركة النهضة حبيب خضر ان القانون الاساسي المنظم لاعمال الهيئة وتحديدا الفصل الواحد والعشرين ينص على ان الهيئة تاخذ قراراتها بالاغلبية اي اربعة اعضاء من اصل ستة ,واضاف انه يبدوان الهيئة توصلت لاتخاذ اربع قرارات لرفض الطعون ,اما الطعن الخامس فقد تم اعمال الفصل 23 والذي يقول انه ان لم تاخذ الهيئة قرارها تحيله الى رئيس الجمهورية الذي من المفترض ان يختمه باعتبار انه لا يتمتع بحق الرد في هذا السياق ,واضاف ان القانون الانتخابي سيدخل حيز النفاذ مباشرة بعد نشره بالرائد الرسمي .
اما نائب التاسيسي عن حزب المسار العميد فاضل موسى فعلّق على تصريح الحبيب خضر قائلا «استغرب كيف لنائب أن يعلن عن قرارات ذات أهمية قصوى كنا نتوقع أن رئيس الهيئة الوقتية لمراقبة القوانين هومن سيقوم بذلك سواء كان ذلك بصفة مباشرة أوعن طريق من يمثل الهيئة». كما عبٍّر عن ما اعتبره «خيبة أمل» من طريقة رفض الطعون وعملية الإعلان عن هذه القرارات .
من اكثر الطعون التي ستثير جدلا حادا والتي سترفضها العديد من الاطراف السياسية ومن المجتمع المدني الفصل 6 المتعلق بالتناصف والفصل 173 المتعلق باعادة تقسيم الدوائر الانتخابية , اذا ما كانت التبريرات المقدمة في اسقاط الطعون ضعيفة فان من قدموا الطعون سيتحركون في سياق التصعيد .
قرارات الهيئة فضيحة
استاذ القانون الدستوري امين محفوظ علّق على قرارات هيئة مراقبة دستورية مشاريع القوانين الرافضة للطعون المقدمة في عدد من فصول القانون الانتخابي قائلا انها فضيحة ونكسة للقانون ورفضا لدولة القانون والمؤسسات،,واعتبر ان القرارات وطريقة تسريبهم «خرقا للقانون».
ردود فعل حول اسقاط الطعون
اسقاط الهيئة للطعون من المنتظر ان يحدث ردات فعل كثيرة خاصة اذا كان الرفض غير معلّلا بالشكل الكافي وهوالامر حسب ما علمت الشروق ,ومن المنتظر ان تقوم بعض الاطراف بوقفات احتجاجية وندوات صحفية استنكارا لهذا الرفض .