سيمكن لقب « مرشح رسمي للانتخابات الرئاسية» 19 متنافسا في سباق الوصول الى قرطاج من حماية امنية سيضافون إلى السبعة مرشحين الآخرين الذين تم تمكينهم من حماية أمنية منذ فترة، هذا التوجه تم إقراره يوم امس
في اجتماع في وزارة الداخلية وسيتم تفعيله بعد الاعلان النهائي عن قائمة المرشحين الرسميين في سباق الرئاسية.
يوما واحدا بعد اعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن القائمة الأولية للمرشحين الذين تم قبول ملف ترشحهم للانتخابات الرئاسية، التأم اجتماع بوزارة الداخلية حضره بالإضافة الى عدد من كوادرها قيادات من الأمن الرئاسي، وانبثق عنه توجه نحو توفير الحماية الأمنية لكل الشخصيات التي تم قبولها لخوض غمار الانتخابات الرئاسية، وحسب ما توفر من معطيات فإن تفعيل هذا القرار سيتزامن مع انقضاء فترة الطعون على الترشحات التي تمتد طيلة 22 يوما ابتداء من يوم 30 سبتمبر وفق الرزنامة الانتخابية، ما يعني أن موعد 21 اكتوبر الذي يوافق آخر أجل للاعلان عن القائمة النهائية للانتخابات الرئاسية قد يتزامن مع تمكين وزارة الداخلية من الحماية الأمنية لكل الشخصيات التي تم قبولها بصفة نهائية للتنافس على لقب رئيس الخامس للجمهورية التونسية .
بنفس الطريقة
أكدت مصادر من وزارة الداخلية لـ«المغرب» إن الوزارة ستتكفل بحماية الشخصيات المرشحة لانتخابات الرئاسية، وسيتم تقسيم الشخصيات المعنية بالحماية بين مصالح حماية الشخصيات بهذه الوزارة والأمن الرئاسي، وبين نفس المصدر ان الطرفين المعنيين بحماية الشخصيات شرعا في تدارس مدى توفر الإمكانيات لحماية كل المرشحين للانتخابات الرئاسية سيما وأن الحماية ستكون بنفس الشكل والعدد لكل المرشحين.
ورجح محدثنا نجاح المؤسسة الأمنية والأمن الرئاسية في مهمة تامين الحماية للمرشحين للرئاسي «لكن بصعوبات» لخصها بالإشارة إلى صعوبات توفير الإمكانيات البشرية والتجهيزات الأمنية والسيارات بالخصوص، فيما أفادت مصادر أمنية أخرى أن التوجه نحو توفير الحماية الأمنية لكل المرشحين سينهك وزارة الداخلية ومصلحة الأمن الرئاسي خاصة وأن توفيرها سيكون بنفس الشكل بين كل التنافسين على لقب رئيس تونس.
وحتى نفهم فانه على سيبل المثال يتمتع حمة الهمامي مرشح الجبهة الشعبية بحماية امنية يؤمنها الامن الرئاسي و يتمتع ايضا محمد الحامدي مرشح التحالف الديمقراطي بحماية امنية من وزارة الداخلية ، يعني نظريا هذين المرشحين للانتخابات الرئاسية يتمتعان بحماية أمنية، لكن بشكل مختلف جدا، الحامدي بمرافق واحد والهمامي بسيارات وبفريق كامل من أعوان الأمن الرئاسي في ما يشبه «كورتاج» لرئيس جمهورية وان كان الامر مفهوما بالنظر الى ان مرشح الجبهة الشعبية مهدد بصفة جدية بالاغتيال وفق معطيات أمنية رسمية فان موجبات الحملة الانتخابية الرئاسية فرضت منطوقا جديدا في ما يهم الحماية الامنية .
ذلك ان ما يفسر توجه وزارة الداخلية نحو تمكين كل المتنافسين في سباق قرطاج من نفس الحماية الأمنية بنفس الحجم والعدد كما يقال هو أولا تحسبا لأي تهديدات إرهابية على المسار الانتخابي من خلال عملية اغتيال لا قدر الله وثانيا توفير شروط المنافسة العادلة بين كل المترشحين لأن الحماية الأمنية الضخمة تعكس اهمية مرشح على حساب آخر (بغض النظر عن التهديدات) وقد تعيق التحركات العادية بالنسبة للحملة الانتخابية لمرشح على حساب آخر أيضا.
إذن إن التحرك ميدانيا بطاقم امني ضخم قد يحول دون تعاطي مباشر طبيعي وعادي مع الناخبيين، وقد يؤثر على سير الاجتماعات الشعبية وعلى التنقلات داخل الجهات، وقد يفتح أيضا عدم تمكين عدد من المرشحين للانتخابات الرئاسية من حماية أمنية باب التأويلات وحتى الاتهامات في وجه وزارة الداخلية بتبجيل مرشح على حساب آخر أو بمحاولة مراقبة مرشح وتتبع خطواته كما جاء على لسان أحد القيادات السياسية مؤخرا.
وفق القائمة الأولية التي أعلنت عنها للهيئة العليا المستقلة للانتخابات بخصوص المرشحين المقبولين لخوض غمار الانتخابات الرئاسية، فإن سبعة منها تتمتع بحماية أمنية توفرها أما وزارة الداخلية أو الإدارة العامة للأمن الرئاسي وحماية الشخصيات الرسمية وهم الباجي قائد السبسي مرشح حزب حركة نداء تونس ومحمد الحامدي مرشح حزب التحالف الديمقراطي ونجيب الشابي مرشح الحزب الجمهوري والمنصف المرزوقي مرشح حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ومصطفى بن جعفر مرشح حزب التكتل من أجل العمل و الحريات و كمال مرجان مرشح حزب المبادرة الوطنية الدستورية وحمة الهمامي مرشح الجبهة الشعبية .
فيما تضم قائمة المرشحين الذين قد توفر لهم الحماية الأمنية في صورة تم قبول ترشحهم نهائيا، مصطفى كمال النابلي مرشح مستقل وحمودة بن سلامة مرشح مستقل وعبد الرحيم الزواري مرشح الحركة الدستورية وعبد القادر اللباوي مرشح مستقل والصافي سعيد مرشح مستقل ونور الدين حشاد مرشح مستقل وعبد الرؤوف العيادي مرشح حركة وفاء ومحمد فريخة مرشح مستقل ومنذر الزنايدي مرشح مستقل وسمير العبدلي ومحرز بوصيان ومختار الماجري وسالم الشائبي وكلثوم كنو مرشحة مستقلة وسليم الرياحي مرشح الاتحاد الوطني الحر.
لماذا التركيز على الانتخابات الرئاسية ؟
توجه وزارة الداخلية والامن الرئاسي نحو توفير الحماية الامنية للمرشحين للانتخابات الرئاسية لم يقابله توجه مثيل فيما يهم الانتخابات التشريعية، ولا يفسر ذلك فقط باستحالة تفعيل توجه مماثل نظرا للعدد الكبير للقائمات الانتخابية الذي فاق 1200 قائمة في 33 دائرة انتخابية، بل لان التركيز سيكون مسلطا بدرجة أهم على الانتخابات الرئاسية .
في هذا الصدد يفيد أحد المصادر الأمنية لـ«المغرب» أنه لم ترد تهديدات جديدة بامكانية استهداف أي شخصية من الشخصيات التي ترشحت للانتخابات الرئاسية إلا أن هذا التوجه هو في جوهره إجراء وقائي تحسبا من أي تهديدات تستهدف المسار الانتخابي تحديدا، وهنا تضع الحكومة كل امكانياتها لضمان مناخ انتخابي ملائم ومحايد وللحيلولة دون وقوع أي عملية ارهابية.
إلا أن العودة إلى الدستور التونسي في الفصل 74 من باب السلطة التنفيذية يجعلنا نفهم لماذا التركيز على الانتخابات الرئاسية، لان استهداف شخصية لا قدر الله يعني العودة إلى نقطة صفر وفق ماجاء في هذا الفصل طبعا ونصه «ينتخب رئيس الجمهورية لمدة خمسة أعوام خلال الأيام الستين الأخيرة من المدة الرئاسية انتخابا عاما حرا مباشرا سريا نزيها وشفافا وبالأغلبية المطلقة للأصوات المصرح بها».
وفي صورة عدم حصول أي من المترشحِين على الأغلبية المطلقة في الدورة الأولى، تنظم دورة ثانية خلال الأسبوعين التاليين للإعلان عن النتائج النهائية للدورة الأولى، ويتقدم للدورة الثانية المترشّحان المحرزان على أكثر عدد من الأصوات في الدورة الأولى.
إذا توفي أحد المترشحِين في الدورة الأولى، أو حدث له مانع قهري يمنعه من الاستمرار، يعاد فتح باب الترشح وتحديد المواعيد الانتخابية من جديد. وإذا انسحب أحد المترشحيْن لدورة الإعادة أو توفي أو حدث له مانع آخر يحلّ محلّه المترشح التالي من حيث عدد الأصوات المتحصل عليها في الدورة الأولى.
وإذا تعذر إجراء الانتخاب في موعده بسبب خطر داهم، فإن المدة الرئاسية تمدد بقانون.
ولا يجوز تولي رئاسة الجمهورية لأكثر من دورتين كاملتين، متصلتين أو منفصلتين. وفي حالة الاستقالة تعتبر تلك المدة مدة رئاسية كاملة.
ولا يجوز لأي تعديل أن ينال من عدد الدورات الرئاسية ومددها بالزيادة.
أكمل القراءة »