في اطار متابعتها لحادث الاعتداء الذي تعرض له عون الامن بوحدات التدخل بصفاقس ليل الاثنين المنقضي قامت «التونسية» بزيارة العون المصاب منعم الحضري الذي يرقد بقسم جراحة العظام بالطابق الثالث من المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس وذلك للاطمئنان على صحته اولا ثم معرفة تفاصيل الواقعة. وصلنا الى غرفة العون الحضري ليل الثلاثاء وهناك وجدنا زوجته ووالدته وبعض الاقارب لكننا لم نجد منعم باعتباره لا زال في غرفة العمليات الجراحية حيث خضع لتدخل جراحي على مستوى يده اليسري ووضع له الاطباء مثبتات معدنية لتثبيت عظام اليد والأصابع. انتظرنا بالغرفة عودة منعم الحضري ولم يدم انتظارنا طويلا وهنا انهالت عليه والدته بالقبل مع احاطة زوجته به وبعد ان استراح قليلا وتخلص نسبيا من مخلفات مخدر التبنيج تجاذبنا معه اطراف الحديث وروى لنا ما حصل قائلا: «اشتغلت يوم الاثنين بوحدات التدخل وفي نهاية عملي طلبت رخصة غياب بيوم لقضاء شؤون عائلية بمسقط رأسي في جبنيانة وتحولت الى هذه المعتمدية مساء الاثنين على متن دراجتي النارية «فورزا» وقد اطمأننت على صحة الوالدة وبقية الافراد ثم في حدود الساعة التاسعة والنصف ليلا غادرت جبنيانة عائدا الى منزلي بحي الحبيب في صفاقس ولم يدر بخلدي اي سوء ولكن حين وصولي الى منطقة «الكرايمة» بالمساترية بين جبنيانة والعامرة لاحظت شاحنة ايسوزي موجودة على جانب الطريق وكان هناك 4 شبان وضعوا الحجارة بالطريق فقمت بتخفيض السرعة وانا ابحث في ذهني عن طريق للخلاص من هذا «البراكاج» واوهمت المجموعة بالتوقف ولما اقتربت منهم ضربني وأحدهم بقضيب حديدي على رجلي اليسرى قريبا من الركبة مما سبب لي آلاما رهيبة وضربني شخص ثان بقوة بحجارة على مستوى يدي اليسرى التي كانت تقبض على مقود الدراجة وقد عرفوا أنني عون أمن وهو ما زاد في حنقهم عليّ خاصة أن شقيقي أيضا هو عون أمن يشتغل بمركز أمن جبنيانة وتلقى هو الآخر تهديدات قبل ذلك خاصة أننا نسعى دائما الى تطبيق القانون ورفض التجاوزات وكنا موجودين لفض الاشتباكات التي حصلت قبل سنة بين شبان من جبنيانة والمساترية وقد تمسكت بالمقود بيدي اليمنى وانا اجاهد للفرار منهم في حين ان يدي اليسرى كانت تتلقى ضربات شديدة بالحجارة وتهشمت عظام اليد وشعرت بإثنين من اصابع يدي تتدلى و«بحرارة الروح» ومن ألطاف الله تمكنت من الصمود والتمسك الجيد بدراجتي والبحث عن تقوية السرعة وكنت احمي وجهي من الحجارة بيدي اليسرى ونجحت في الفرار والوصول الى مركز الحرس بالعامرة وهناك احتميت بالاعوان وقد نقلني زملائي بالحرس الوطني الى المستشفى الجهوي بجبنيانة ومن ثمّ الى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس حيث وصلت اليه في حدود الساعة الحادية عشرة و50 دقيقة ليلا وتم قبولي بقسم جراحة العظام بالطابق الثالث وكانت الآلام قوية جدا ثم تم ادخالي الى غرفة العمليات مساء الثلاثاء للخضوع لعملية جراحية تم خلالها وضع مثبتات معدنية طبية لمعالجة الكسور باليد». الأمن لن يضعف أمام المارقين منعم الحضري ورغم محنته الصحية قال انه يحمد الله على سلامته وقال انه رغم كل ذلك يتشرف بانتسابه لسلك الامن وانه لن يتهاون ولن يضعف في معركة الدفاع عن امن البلاد واستقرارها وحمايتها من اجرام الاشرار ولو كلفه ذلك حياته وقال ان من يراهن على اضعاف ارادة الامنيين واهم وأنه بعد أن يشفى من محنته الصحية سيعود الى عمله وممارسة واجبه المهني. وشدد منعم الحضري على شكر كل من تعاطف معه في محنته من زملائه الامنيين وقد زاره آمر الفوج الرائد معز النعيمي كما زاره زملاؤه وايضا معتمد جبنيانة الى جانب الاحاطة والتعاطف والاهتمام بوضعه وقضيته من جانب والي صفاقس فتحي الدربالي والطاقم الطبي بالمستشفى. التعرف على المهاجمين واصدار بطاقات جلب بحقهم من ناحية اخرى افادتنا مصادر مطلعة ان هذه العصابة اعترضت بعده احد المواطنين واعتدت عليه ولم تتفطن الى انه من ابناء المنطقة ومن المساترية تحديدا ويبدو انه تقدم بشكوى ضدهم وادلى بهوياتهم وأسمائهم فتم إصدار بطاقات جلب ومناشير تفتيش بشأنهم.
أرشيف الموقع
محام يتّهم الشرطة باختطاف السلفي بلال الشواشي بعد ظهوره على “التونسية”
اتّهم محامي السلفي الجهادي بلال الشواشي، الذي استضافته مؤخرا قناة "التونسية"، الشرطة باختطافه بعدما مدح في برنامج "التاسعة مساء" أسامة بن لادن الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة وأيمن الظواهري الرئيس الحالي للتنظيم. وقال عبد الباسط بن مبارك لفرانس برس "اختطفت الشرطة الثلاثاء بلال الشواشي غداة مشاركته في برنامج حواري بثه تلفزيون التونسية، واعتبر البعض أنه مدح خلاله بن لادن والظواهري". وأضاف المحامي "النائب العام قال لنا أول الأمر انه لا علم له باعتقال الشواشي، ثم أبلغنا أن القضاء أصدر ضده بطاقة جلب للتحقيق معه في هجوم استهدف في 14 سبتمبر 2012 مقر السفارة الأمريكية في تونس، وباتصالنا بالقاضي المتعهد بقضية السفارة أعلمنا أنه لم يصدر بطاقة جلب ضدّ الشواشي". والاثنين قال بلال الشواشي في برنامج بثه تلفزيون "التونسية" إن علي العريض وزير الداخلية والقيادي في حركة النهضة الإسلامية الحاكمة "أجرم في حق" التيار السلفي الجهادي في تونس لأنه "منذ أن تولى وزارة الداخلية، قتل لنا 9 شهداء وهذا لم يحصل حتى في عهد بن علي (..) الذي كنا نعتبره طاغوتا". وأضاف أن "الشريعة يجب أن تكون المصدر الوحيد في التشريع" ضمن الدستور الجديد الذي يعكف المجلس الوطني التأسيسي على صياغته. وحذر من أن "كل من يشرع قانونا مخالفا لشرع الله (..) هو طاغوت يجب الكفر به"، قائلا إن "التكفير من صلب عقيدة الإسلام". وردا عن سؤال لمقدم البرنامج حول ما إذا كان التيار السلفي الجهادي في تونس سيكفر الحكومة إن لم تعتمد الشريعة الإسلامية مصدرا وحيدا للتشريع، أجاب بلال الشواشي "نحن بإجماع التيار السلفي الجهادي وعلمائه ومنظريه وعلى رأسهم الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله، والشيخ أيمن الظواهري حفظه الله، نقول إن هذه البلاد أرض دعوة وليست أرض قتال". ونددت والدة بلال الشواشي باعتقال ابنها ودعت في شريط فيديو بثته صفحات إسلامية على الفايس بوك، "مشائخ" التيار السلفي في تونس إلى "التوحد" من أجل "الدفاع عن المظلومين" و"مواجهة العدو الأكبر الجديد الذي خرج لنا" في إشارة على الأرجح إلى حركة النهضة.
الشرطة التونسية تعتقل قائدا سلفيا على خلفية تصريحات تلفزية
الشواشي يتهم وزير الداخلية بقتل 9 سلفيين، ويعتبر الشريعة المصدر الوحيد في التشريع ضمن الدستور الجديد. اتهم محام تونسي الاربعاء الشرطة باعتقال سلفي مدح في برنامج تلفزيوني أسامة بن لادن الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة وأيمن الظواهري الرئيس الحالي للتنظيم. وقال عبدالباسط بن مبارك "اختطفت الشرطة الثلاثاء بلال الشواشي غداة مشاركته في برنامج حواري بثه تلفزيون التونسية الخاص، واعتبر البعض انه مدح خلاله بن لادن والظواهري". وأضاف المحامي "النائب العام قال لنا اول الامر انه لا علم له باعتقال الشواشي، ثم أبلغنا ان القضاء اصدر ضده بطاقة جلب للتحقيق معه في هجوم استهدف في 14 أيلول/سبتمبر 2012 مقر السفارة الامريكية في تونس، وباتصالنا بالقاضي المتعهد بقضية السفارة أعلمنا انه لم يصدر بطاقة جلب ضد الشواشي". وفي 14 أيلول/سبتمبر 2012 قتل 4 متظاهرين وأصيب العشرات خلال مواجهات بين الشرطة ومئات من المحسوبين على التيار السلفي، هاجموا السفارة الاميركية في العاصمة تونس احتجاجا على فيلم مسيء للاسلام انتج في الولايات المتحدة. والاثنين قال بلال الشواشي في برنامج بثه تلفزيون التونسية ان علي العريض وزير الداخلية والقيادي في حركة النهضة الاسلامية الحاكمة "أجرم في حق" التيار السلفي الجهادي في تونس لانه "منذ أن تولى (نهاية 2011) وزارة الداخلية، قتل لنا 9 شهداء (..) وهذا لم يحصل (حتى) في عهد الرئيس (المخلوع زين العابدين) بن علي (..) الذي كنا نعتبره طاغوتا". وأضاف ان "الشريعة يجب أن تكون المصدر الوحيد في التشريع" ضمن الدستور الجديد الذي يعكف المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) على صياغته. وحذر من أن "كل من يشرع قانونا مخالفا لشرع الله (..) هو طاغوت يجب الكفر به" قائلا ان "التكفير من صلب عقيدة الاسلام". وردا عن سؤال لمقدم البرنامج حول ما إذا كان التيار السلفي الجهادي في تونس سيكفر الحكومة ان لم تعتمد الشريعة الاسلامية مصدرا وحيدا للتشريع، أجاب بلال الشواشي "نحن بإجماع التيار السلفي الجهادي وعلمائه ومنظريه وعلى راسهم الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله، والشيخ أيمن الظواهري حفظه الله، نقول ان هذه البلاد 'تونس' أرض دعوة وليست أرض قتال". ونددت والدة بلال الشواشي باعتقال ابنها ودعت في شريط فيديو بثته صفحات اسلامية على الفيسبوك، "مشائخ" التيار السلفي في تونس الى "التوحد" من أجل "الدفاع عن المظلومين" و"مواجهة العدو الأكبر الجديد الذي خرج لنا" في اشارة على الأرجح الى حركة النهضة.
ايقاف بلال الشواشي بتهمة التحريض على العنف والمشاركة في أحداث السفارة الأمريكيّة
أكّد مصدر من وزارة الداخلية في تصريح لوكالة "بناء نيوز" أنّه تمّ اليوم الثلاثاء 6 نوفمبر 2012، ايقاف الشاب بلال الشواشي الذي شارك أمس في برنامج التاسعة مساءً ممثلا عن التيار السلفيّ. وأوضح المصدر ذاته أنّ الشواشي أوقف بتهمة التحريض على العنف والمشاركة في أحداث السفارة الأمريكيّة.
تونس والسلفيون والاخوان… والخوف من الهاوية
استخدام السلفيين لتبرير الاستحواذ على السلطة يشكّل ابتزازا للمجتمع التونسي، كما أن ذلك ليس الطريق الاسلم لبناء دولة والادعاء أنّ 'الربيع العربي' حمل الخير الى تونس. انتهى "الربيع التونسي"، الذي كان في بداية "الربيع العربي"، بل الشرارة التي اطلقته، في اللحظة التي خرج فيها رجال امن في تظاهرة أمام وزارة الداخلية التونسية يطالبون باعادة الاعتبار لهم. حصل ذلك قبل ايّام قليلة. كانت التظاهرة التي طالب فيها رجال الامن توفير الحماية لهم بمثابة دليل على انتهاء الدولة. الدولة في النهاية هيبة لا اكثر. الشرطي البريطاني لا يحمل سلاحا. سلاحه هيبة الدولة ولا شيء آخر. سقط لبنان عندما لم يعد هناك احترام للشرطي وعندما انقسم الجيش بسبب الولاءات الطائفية ولم يبق في المؤسسة العسكرية سوى الضباط والافراد، من جميع الطوائف والمناطق، الذين يؤمنون فعلا بالجمهورية ومؤسساتها. تبدو تظاهرة رجال الامن التونسيين يوم الخميس الواقع فيه اول تشرين الثاني- نوفمبر 2012 بمثابة نقطة تحوّل على الصعيد الوطني. تبيّن بكل بساطة أنه لم يعد هناك وجود لدولة في تونس وأنّ السلفيين يتصرّفون بصفة كونهم فوق القانون، هذا أذا بقي شيء من القانون. لم يعد مهمّا أن يكون هناك نحو ثلاثمئة سلفي، وليس مئة فقط كما يتردد في وسائل الاعلام، معتقلين منذ الهجوم على السفارة الاميركية في تونس يوم الرابع عشر من ايلول- سبتمبر الماضي. المهمّ أن يكون هناك منْ هو على استعداد للتصدي فعلا لتيّار متخلف لم يتردد احد "امرائه" ويدعى نصرالدين العلوي، امام جامع النور، في القول أن "حركة النهضة ليست سوى ذراع للادارة الاميركية في تونس". اكثر من ذلك، دعا الشيخ العلوي بشكل علني "شباب تيّار الصحوة الاسلامية الى اعداد اكفانهم استعدادا للجهاد لأنّ حركة النهضة والعديد من الاحزاب السياسية تريد انجاز انتخابات جديدة على انقاض التيّار السلفي وجثّته". من المسؤول عمّا آلت اليه تونس؟ الجواب أنّ ليس في الامكان الفصل بين النهضة والسلفيين. ولد السلفيون من رحم النهضة، أي انّهم من انتاج حركة الاخوان المسلمين التي لم تتردد يوما في استخدام الدين من اجل الوصول الى السلطة. لا تمييز بين حزب ديني وآخر ما دام الهدف في النهاية رفع شعارات طنانة لا تأخذ في الاعتبار الواقع. والواقع هنا هو الواقع التونسي الذي يعني أول ما يعني وجود خصوصيات للبلد جعلت منه متقدما على صعد كثيرة على الرغم من امكاناته المحدودة. تشكّل تونس مثالا ولا اوضح عن المصير البائس لمؤسسات الدولة في غياب مشروع سياسي متقدّم ومتطوّر يحترم الدين، بل يجلّه، ولكنّه لا يستغله من اجل الوصول الى السلطة. مثل هذا المشروع لا يمكن الاّ أن يتأقلم مع الواقع التونسي في حال كان مطلوبا البناء على ايجابيات الماضي بدل التنكّر لها. في طليعة هذه الايجابيات ما تحقق في عهدي الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي. بنى بورقيبة مؤسسات الدولة مستندا الى قوانين حديثة وتطوير التعليم من دون أي عقد، فيما عمل بن علي على تطوير الاقتصاد والانفتاح على اوروبا. هذا لا يعني في اي شكل تجاهل الاخطاء الكبيرة، بل الخطايا التي وقع فيها الاثنان، خصوصا ما وقع فيه بورقيبة بعد تقدّمه في العمر وتمسّكه بالسلطة، على الرغم من فقدانه القدرات الذهنية والجسدية التي تسمح له بذلك. أمّا بن علي، فقد انصرف طوال سنوات، بعقلية الضابط في الشرطة، الى افراغ تونس من السياسة والسياسيين لمصلحة افراد عائلة زوجته السيدة ليلى طرابلسي وازلامهم غير آبه بأن هناك ارثا تاريخيا، هو ارث بورقيبة لا بدّ من المحافظة على الجزء الاساسي منه. خسر بن علي نفسه وخسر تونس في حين كان قادرا على الخروج من السلطة بشكل لائق لو عرف كيف يؤسس لتداول سلمي للسلطة بدل التفكير في كيفية توريثها على غرار ما حصل في سوريا! على الرغم من المساوئ الكثيرة التي حصلت في عهدي بورقيبة وبن علي، لا يمكن الاّ استغراب الخطاب السياسي الحالي في تونس. هناك تدهور كبير على صعيد التخاطب بين التونسيين وغياب ايّ احترام لحقوق رجال الامن...او المرأة. لم يعد للدولة وجود يذكر على اي صعيد من الصعد وقد انعكس ذلك وبالا على الاقتصاد وعلى المجتمع. في النهاية، هل يمكن تصوّر تونس، القريبة من اوروبا، من دون صناعات تحويلية ومن دون سياحة وزراعة؟ تسير تونس للاسف الشديد الى الهاوية. هل لا يزال في الامكان تدارك السقوط فيها في اسرع مما يعتقد؟ تفادي الهاوية لا يزال ممكنا في حال امتلكت حركة "النهضة" من الشجاعة بما يدفعها التصالح مع تاريخ تونس منذ استقلالها. لا عيب في الاعتراف بالايجابيات، حتى لو كانت مرتبطة ببورقيبة وبن علي، ولا مشكلة في انتقاد السلبيات والعمل على تفاديها. لكنّ الحاجة تبقى قبل اي شيء الى مشروع لبناء دولة حديثة فيها مكان لاحزاب سياسية تتكلّم لغة العصر ولا تستخدم كلمة "الاكفان" التي هي ابعد ما تكون عن المجتمع التونسي وتقاليده. يبقى سؤال: هل تؤمن "النهضة" بالديموقراطية والتداول السلمي للسلطة وحقوق المرأة، أم أن كل ما تريده استخدام الانتخابات للوصول الى السلطة وتهديد التونسيين بأنها الحاجز الوحيد الذي يقف في وجه تمكين السلفيين من التمدد في كل الاتجاهات. الاكيد ان استخدام السلفيين لتبرير الاستحواذ على السلطة يشكّل ابتزازا للمجتمع التونسي، كما أن ذلك ليس الطريق الاسلم لبناء دولة والادعاء أنّ "الربيع العربي" حمل الخير الى تونس وأنّ "ثورة الياسمين" كانت بالفعل ثورة حقيقية وليست نتيجة طبيعية لنظام ترهّل ورفض الاعتراف بذلك!
نهضة تونس أمام خيار “كفن السلفيين” أو الليبراليين حالة خوف من إشهار إمام جامع النور لكفنه في وجه وزير الداخلية
حذر خبراء تونسيون من التداعيات الخطيرة من إشهار إمام سلفي لكفنه في وجه وزير الداخلية علي لعريض عبر برنامج تلفزيوني. وكان إمام جامع النور السلفي نصر الدين العلوي قد رفع كفنه في وجه وزير الداخلية على لعريض خلال برنامج التاسعة مساء الذي تبثه قناة التونسية، ودعا الشباب السلفي إلى تحضير أكفانهم وخروجهم للجهاد، محرضا إياهم على قيادات حركة النهضة ووزير الداخلية النهضوي الذين اعتبرهم خصوما للسلفيين وأعداء للإسلام، خاصة أن اثنين من الشباب السلفي لقوا حتفهم على أيدي أعوان الأمن. وأمام هذه الإرهاصات الخطيرة، طالب هؤلاء الخبراء عبر صحيفة "الصباح الأسبوعي" حركة النهضة التونسية أن تختار بين "حملة الكفن" وبين دعاة التقدم والحرية. وفي هذا الإطار، اعتبر المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي أنّ رهان حركة النهضة والحكومة على إمكانية استيعاب التيار السلفي واحتوائه عبر الحوار ومحاولة الإقناع قد فشل، موضّحا: "لقد بات هذا التيار يعتقد أنّ حركة النهضة أصبحت عدوّة له، وبالتالي فقدت الشرعية بالنسبة إليه والدعوة إلى حمل الأكفان والجهاد دليل على وجود عناصر شبابية تسعى إلى تطوير صراعها مع حركة النهضة وحكومة الترويكا". بوادر اشتباكات بقيادة السلفيين وعمّا إذا كانت الدعوة إلى الجهاد تعكس مواجهة مفتوحة بين قوات الأمن والسلفيين المتشدّدين، أكدّ الجورشي أنّ الوضع لن يشهد خلال هذه المرحلة على الأقل تصعيدا قويا من الطرفين، لافتا النظر إلى دعوات شيوخ التيار السلفي في اتجاه التهدئة على غرار الخطيب الإدريسي وأبو عياض. وقال الجورشي: "مع ذلك، لا يجب أن ننسى أنّنا أمام مجموعات موزعة ولكلّ مجموعة قياداتها وهو ما يجعل باب عودة التوتر مفتوحا خاصة أنّ خطاب التيار السلفي لم يتغيّر، لذلك لا أستبعد حصول اشتباكات في الفترة القادمة". وبشأن تطبيق القانون الذي يخول لقوات الأمن إطلاق النار على السلفيين في حال وجود تجاوزات، قال الجورشي إنّ "تطبيق القانون ضامن لحماية هيبة الدولة لكنّ المعالجة الأمنية التي تعكس العنف الشرعي لن تكون وحدها كافية لأنها معقدّة خاصة أنها أثبتت فشلها زمن بن علي عندما تعامل مع النهضة". السلفيون وانتظار اللحظة الحاسمة ومن جهته، تساءل أستاذ التاريخ والمختص في الدراسات الإسلامية علية العلاني عمّا إذا كانت حركة النهضة ستختار حملة الأكفان أم دعاة التقدّم والحرية (الليبراليين)، قائلا: "لقد أظهرت الأحداث الأخيرة أنّ جزءا من التيار السلفي الجهادي قررّ التصعيد في مواجهة الحكومة". وبخصوص اعتقاد البعض في تواصل حرب مفتوحة بين السلطة والسلفيين، أشار محدّثنا إلى العارفين بخبايا التيار السلفي الذين شكّكوا في ذلك، قائلا: "بعد يوم من تلويح العلوي بكفنه على المباشر، تسارعت الوساطات النهضوية مع السلفيين وبادر الخطيب الإدريسي وأبو عياض للتحذير من شبح مواجهة بين النهضة والسلفيين لأنّ ذلك في رأيهم يخدم العلمانيين". وأشار العلاني في هذا الصدد إلى ما قاله الخطيب السلفي الإدريسي في بيانه، عندما قال "علينا أن نمرّ من هذه المرحلة الصعبة بأقلّ الأخطاء والخسائر فإنها ليست الحاسمة"، وهو ما دفع العلاني إلى التساؤل: "متى تحلّ هذه اللحظة الحاسمة، هل ستكون قبيل الانتخابات القادمة أو بعدها؟". وبالنسبة لأستاذ التاريخ، العلاني، فإنه يشكك في قدرة حركة على تهدئة السلفيين، بقوله "إذا كانت حركة النهضة قادرة على تحييد التيار السلفي وإقناعه بهذه السرعة على التعقلّ، فلماذا لم تفعل هذا منذ أشهر عندما تعرضّ العديد من السياسيين ورجال الفكر والثقافة إلى اعتداءات من قبل السلفيين". لكنه استدرك قائلا: "ما يمكن أن نستخلصه من حادثة الاعتداءات السلفية الأخيرة هو أنّ التيار الجهادي بمختلف تشكيلاته ليس بالخطورة التي صورّتها وسائط الإنترنت لغاية في أنفس الكثيرين، فهم مجردّ مئات لا يزيدون ولا ينقصون". الاختيار الصعب ودعا العلاني إلى تجنب المواجهة بين قوات الأمن والسلفيين أو مع غيرهم من التيارات، داعياً في هذا الإطار إلى وجوب حمل الجميع على احترام قواعد اللعبة التي تتمثّل في الحفاظ على النظام الجمهوري ومدنية الدولة والمسار الديمقراطي. واعتبر المتحدث أنّ المواجهة لن تكون مفتوحة، قائلا: "لن يكون التيار الحاكم ديكتاتوريا والنهضة لن تتبع أسلوب بن علي، خاصة أنّ مساحة هامش الحلفاء تقلصّت، لذلك هي مجبرة على التحالف مع السلفيين وحديث الإدريسي عن الحسم أكبر دليل على ذلك". وأضاف محدّثنا: "إنّ تسريع حركة النهضة في تطويق أزمة الاعتداءات السلفية الأخيرة عن طريق بعض الوسطاء يعتبر حيويا بالنسبة إليها لأن عدد شركائها وحلفائها في تقلص مستمرّ". وتساءل هنا قائلا: "هل بدأت تدرك الحركة أنّ مستقبلها السياسي ليس مع الحاملين للأكفان، وإنما مع الداعين إلى التقدم والحرية (الليبراليين) والأمان والعاملين على تركيز مجتمع المواطنة والمساواة
إمام سلفي يعلن “الحرب” على الإسلاميين في تونس
أعلن الإمام السلفي نصر الدين العلوي الحرب على حزب "النهضة" الإسلامي الحاكم في تونس, فيما حمله وزير الداخلية علي العريض مسؤولية الدماء التي يمكن أن تراق بسبب كلامه. وقال العلوي, في مداخلة على قناة "التونسية" عبر اتصال بالفيديو ليل أول من أمس, "سأعلن الحرب على هؤلاء الناس لأن وزير الداخلية وقادة النهضة اتخذوا أميركا رباً وإلهاً, والأميركيون هم من يضعون القوانين والدستور الجديد". وفي مشهد صادم, رفع العلوي كفنه في وجه العريض, داعياً الشباب التونسي إلى أن يعدوا أكفانهم لمحاربة "النهضة". وأكد أن الحزب وغيره من الأحزاب يريدون أن تجري الانتخابات على "جثث وأنقاض التيار السلفي". والعلوي أعلن نفسه الإمام الجديد لمسجد النور في منوبة بضاحية تونس رغم عدم تعيينه من قبل الدولة التي لديها حق إجراء التعيينات. وشارك كل من العريض ووزير حقوق الإنسان سمير ديلو, العضوين في حزب "النهضة", في البرنامج التلفزيوني وكانت لهما إجابات حادة. وقال العريض, إن "هذا النوع من الخطاب جزء كبير منه مسؤول عن إراقة الدماء. لا تدرك أن كلامك مثل الرصاصات", في حين قال ديلو "أنت لست أهلاً لإمامة مسجد, هذا الكلام تحريض على الكراهية". أما وزير الشؤون الاجتماعية نور الدين الخادمي فذهب أبعد من ذلك إذ قال في مؤتمر صحافي, أمس, إن العلوي لم يتم تعيينه من قبل وزارته وبالتالي فهو غير قانوني. وإذ أكد أن نحو 100 مسجد في تونس تحت السيطرة التامة للسلفيين رفض الخادمي ما اعتبر أنه "دعوة للعنف" من قبل العلوي. من جهته, سعى المتحدث باسم مجموعة أنصار الشريعة" السلفية المكنى بـ"أبو إياد" إلى نزع فتيل الجدل في تصريحات لإذاعة "اكسبرس-اف.ام" قال فيها إن تونس ليست مكاناً للجهاد. وأضاف أن "تونس بلد للوعظ وليس للجهاد", مؤكداً في الوقت ذاته أن "الحركة السلفية ضحية اضطهاد ممنهج". ودعا إلى تفهم الذين يرتادون مسجد النور, موضحاً أنه خسر شهيدين, في إشارة إلى مقتل سلفي في مواجهات وقعت مساء الثلاثاء الماضي, ووفاة آخر في اليوم التالي, متأثراً بجروح أصيب بها أثناء هجوم مجموعة سلفية على مركز للأمن, بضاحية دوار هيشر, غرب العاصمة تونس. من جهة أخرى, أحبطت قوات الأمن محاولة لاقتحام مقر قناة "تونسنا" الخاصة وسط العاصمة. وقال الصحافي بالقناة سفيان حشوش, إن ملثماً يحمل سلاحاً نارياً كان يحاول الهجوم على القناة قبل أن تتمكن قوات الأمن من إيقافه, مضيفاً أن المهاجم لاذ بالفرار بمجرد قدوم قوات الأمن التي تمكنت لاحقاً القبض عليه إلى جانب ثلاثة عناصر أخرى.
تمديد حالة الطوارئ 3 أشهر- قوات الأمن التونسية تتظاهر ضد العنف
تونس (ا ف ب) - تظاهر مئات من رجال الأمن من مختلف الأجهزة في تونس أمس لإدانة الهجمات التي يقولون إنهم يتعرضون لها وخصوصا من قبل التيار السلفي، ونقص الوسائل الموضوعة بتصرفهم. وتجمع شرطيون وعناصر من الحرس الوطني والدفاع المدني لمدة ساعة أمام مبنى وزارة الداخلية صباح أمس. وقال سامي قناوي المسؤول في النقابة العامة للحرس الوطني “ندين أعمال العنف ونطلب من الحكومة اتخاذ الإجراءات اللازمة بسرعة كبيرة جداً لحماية العناصر وعائلاتهم الذين تلقوا تهديدات”. وتطالب قوات الأمن خصوصاً بمعدات وتعليمات تسمح لها استخدام كل الوسائل اللازمة لضمان امن عناصرها عندما يتعرضون لهجوم. ويشكو رجال الأمن المتظاهرون أيضاً من عدم اعتراف التونسيين بجهودهم بعد أن عانت الشرطة من سمعة سيئة في تونس بسبب القمع الذي مورس إبان عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. واعتبر معز دبابي من نقابة الحماية المدنية أن الشرطة فقدت هيبتها منذ سقوط النظام، ولا تحظى بالاحترام من قبل الشعب الأمر الذي يزيد من مخاطر تعرضها للاعتداءات. وأضاف أنه عندما يفقد شرطي هيبته، فإن كل الدولة تفقد هيبتها. من جهة أخرى، حمل متظاهرون على راضية النصراوي الناشطة في مجال حقوق الإنسان والتي جاءت تقدم دعمها، فدفعوها بقوة وشتموها. وقال شرطي غاضباً “لا تتوقف عن توجيه الشتائم لنا، ثم تأتي إلى تجمع لقوات الأمن”. وتحصي النصراوي منذ سنوات أعمال العنف التي تمارسها الشرطة في تونس. وتندد خصوصاً باستمرار سوء المعاملة في مفوضيات الشرطة منذ ثورة 2011، في حين أنه لم يحصل أي إصلاح عميق في أجهزة قوات الأمن. وبدا غضب قوات الأمن إثر تعرض ضابط من الحرس الوطني السبت في ضاحية تونس لهجوم من قبل ناشط سلفي. وأثارت عملية توقيف مشبوهين في إطار هذه القضية الثلاثاء أعمال عنف في هذا الحي نفسه. وتعرض مركزان للشرطة لهجوم وقتل مهاجمان بعد وفاة ناشط إسلامي في المستشفى، وأصيب عنصران أمنيان بجروح، بحسب آخر حصيلة رسمية أعلنت أمس. وتوفي خالد قروي إمام مسجد النور في حي دوار هيشر (منوبة، ضاحية العاصمة) في المستشفى متأثراً بجروحه فجر أمس، كما أعلن قائد الحرس الوطني في هذه الضاحية من تونس نزار بديس. وكان قروي بين من هاجموا مركزي الحرس الوطني في حي دوار هيشر مساء الثلاثاء. من جهتها، أعلنت الرئاسة التونسية مساء أمس الأول تمديد العمل بحالة الطوارئ لثلاثة اشهر حتى نهاية يناير 2013، بدل شهر واحد كما هو معتاد، حسبما أوردت وكالة الأنباء الرسمية. وأفادت الوكالة بأن “رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي قرر الأربعاء تمديد حالة الطوارئ لثلاثة اشهر بداية من الأول من نوفمبر 2012، عملاً باقتراح من القيادات الأمنية والعسكرية وبعد التشاور مع رئيس الحكومة المؤقتة ورئيس المجلس الوطني التأسيسي”. ويسري العمل بحالة الطوارئ في تونس منذ يناير 2011 بعد مغادرة الرئيس زين العابدين بن علي. ومنذ يوليو كان تمديد العمل بحالة الطوارئ يقتصر على ثلاثين يوماً وكانت السلطات تؤكد أن ذلك دليل على تحسن الوضع الأمني. لكن ومنذ عدة أسابيع ازدادت حوادث العنف في تونس.
مشايخ التيار السلفي يستنكرون أحداث دوار هيشر ويعتبرون ما جدّ هو بمثابة “فتنة يراد إيقاع البلاد فيها”
استنكر مشايخ التيار السلفي في تونس ما شهدته منطقة دوار هيشر التابعة لولاية منوبة من احداث كان الشّباب الذي يتبنّى المنهج السّلفي أوّل ضحاياها، واعتبروا ان ما جدّ هو بمثابة "فتنة يراد إيقاع البلاد فيها". واعتبروا في بيان لهم ان من شارك في هذه الفتنة بدرجة عالية الإعلام ووصفوه "بالكاذب"، وان رائد الحرس الوطني بمنّوبة وسام بن سليمان اكد براءة السّلفيّين من الاعتداء الذي تعرّض إليه وفرقته بدوّار هيشر، يصرّ الإعلام "المُوَجّه"، ويؤكّد أنّ السّلفيّين هم وراء الحدث. وبيّن شيوخ السلفية انه ليس من الغريب أن يصدر هذا من الإعلام "الفاحش" الذي يشرف عليه وتموّله شركات أجنبيّة لا تريد الخير للشعب والبلاد. وعبروا عن استنكارهم مما اعتبروه " الدّور المشبوه" الذي تقوم به ما القناة الوطنية التي يموّلها الشّعب التّونسي، حيث رأيناها سبّاقة في صناعة الفتن، مُوَجّهة ضدّ طرف تونسيّ فتشيع في شعبنا الكذب والزّور، وهذا مخالف للعقل والدّين ولأبسط آداب المهنة الصّحفيّة المتعارف عليها. وعبر شيوخ السلفية عن استنكارهم من تضلّع حكومة حزب النّهضة في مخطّطات تآمريّة إقصائيّة واستئصاليّة، كانت هي في يوم ما ضحيّة لها وذاقت علقمها وقسوتها، ونصحوها بأن توقف هذا التّدهور الخطير، وأن تمنع هذه التّجاوزات المتكرّرة التي يرتكبها خصومها السّياسيّون، ويريدون قسرا أن يلبّسوها بالسّلفيّين. وفي السياق ذاته تمت الدعوة إلى اجتماع عام بمسجد النّور بدوّار هيشر لجميع مشايخ البلاد يوم الثّلاثاء القادم 6 نوفمبر 2012 لتدارس هذه المستجدّات والتّباحث في طرق التّعامل معها.
سيدي بوزيد: استعمال الامن للرصاص المطاطي بسبب خلاف نشب بين حيين متجاورين
شهدت مدينة سيدى بوزيد ليلة البارحة أعمال عنف وشغب تواصلت حتى فجر الجمعة بسبب خلاف نشب بين حيين متجاورين تطور وتحول لحلبة صراع بين متساكني الحيين مما تطلب تدخل قوات الامن لفك النزاع، حسب ما أفادنا به مراسلنا بالجهة. والتجاء الامن لتفريق المحتجين الى استعمال الغاز المسيل للدموع واطلاق الرصاص المطاطي فى الهواء لتفادي تتطور المواجهات.