توسيع العمليات العسكرية خارج الشعانبي منذ نهاية الاسبوع فرض سحب بعض الوحدات التي كانت متمركزة في محيط الجبل وخاصة قرب بوابة المحمية لتوجيهها نحوتمشيط مرتفعات فوسانة شمالا وبوشبكة جنوبا قبل استعادتها لمواقعها منذ مساء الاحد .. في حين يبدو أن المدفعية الثقيلة لم تعد لها حاجة في المرحلة القادمة بالشعانبي وهوما يفسر مغادرة قطع منها للسفح الجنوبي للجبل .. ولليوم الثالث على التوالي لم يشهد عمق الشعانبي ومرتفعاته اية عمليات قصف واقتصر التدخل العسكري فيها على توغلات بالمدرعات صاحبها تمشيط ناري بالرشاشات الثقيلة لضرب محيط المعاقل المفترضة للارهابيين اسفل المحمية قبل عمليات انزال جوي لرجال الكومندوس لـ«تنظيف الجبل من أية جيوب يحتمل أن يتواجد فيها ارهابيون حسب مصادر عسكرية». أمطار طوفانية نزلت اول امس الاحد وخاصة امس الاثنين كميات كبيرة من الامطار على مرتفعات الشعانبي اكد لنا متساكنو القرى المجاورة لها انهم لم يشهدوها منذ اكثر من سنتين وقد تساهم حسب مصادر عسكرية سيولها الجارفة في «تعرية» بعض الالغام التي قد تكون ما تزال مزروعة في الجبل لانها جرفت امامها الحجارة والاعشاب الجافة واغصان الاشجار وكميات كبيرة من الاتربة والحجارة غطت المسالك المؤدية للشعانبي وغمرت الحقول الموجودة تحت سفوحه وغمرت التجمعات السكانية لتنتهي في الاودية المارة من هناك .. وستمكن الامطار الغزيرة الوحدات العسكرية من رصد أية تحركات ارهابية لانها قد تغمر تحصيناتهم وتتلف مؤونتهم وتسهل تعقب اثارهم وتحركاتهم. غياب الطائرات عن أجواء الشعانبي دائما حسب معاينتنا ومن خلال اتصالاتنا بسكان يقطنون داخل وحول الشعانبي فانه لم تظهر منذ بعد ظهر الجمعة أيّة طائرة مقاتلة في اجواء الجبل ومرتفعاته وهوما يؤشر الى ان عدم الحاجة الى المدفعية الثقيلة سيرافقه التخلي ولو مؤقتا عن القصف الجوي تماشيا مع المرحلة التي بلغتها العمليات العسكرية. مؤشرات على تراجع الإرهاب؟ منذ حادثة «الكمين الغادر» وما تبعها من عمليات اصبح موظفومحطة الارسال الاذاعي والتلفزي بقمة التلة يتنقلون للوصول الى مقر عملهم في مدرعات تابعة للجيش تسبقها اخرى تمهد لها الطريق خوفا من أي استهداف بالاسلحة أو انفجار الغام لكنهم عادوا منذ يومين لاستعمال سياراتهم المدنية وهومؤشر طيب على تراجع الخطر الارهابي بمحمية التلة. تفرق الارهابيين من شبه المؤكد حسب التطورات الاخيرة ان الارهابيين المتبقين بالشعانبي توزعوا في شكل مجموعات صغيرة وغادروا اعالي الجبل وبدؤوا في التسلل خارجه وخاصة عبر منطقة «عين عمارة» القريبة من بوشبكة وهوما يفسر توسع العمليات العسكرية خارج الشعانبي بعشرات الكيلومترات لتشمل جانبا كبيرا من المرتفعات الفاصلة بين الاراضي التونسية والجزائرية غرب القصرين المقابلة لولاية تبسة من الجانب الجزائري والتعزيزات العسكرية الكبيرة لرجال الجيش والدرك الجزائريين هناك «لاستقبال» الارهابيين الفارين والايقاع بهم. المدفعية تدك جبل سمّامة حالة الهدوء التي يشهدها الشعانبي قابلها ارتفاع وتيرة القصف المدفعي الثقيل لمرتفعات جبل سمامة واستهداف نقاط محددة فيها من اجل تدميرها ومنع اتخاذها كمخابئ لاي ارهابيين يحتمل تسللهم اليها من الشعانبي رغم ان ذلك ما يزال مجرد احتمال لم يتاكد بصفة حاسمة
أرشيف الموقع
استنطاق متشدّد دينيا أوقف على مقربة من جبل الشعانبي
التونسية (تونس) علمت «التونسية» أنّ الوحدة الوطنية للبحث في قضايا الإرهاب تباشر أبحاثها مع أحد المتشدّدين دينيا تم القبض عليه منذ 3 أيام على مقربة من جبل الشعانبي وأنّ التحقيق معه يجري حول فرضية انتمائه للخلايا الإرهابية المتحصّنة بالجبل المذكور. من جهة أخرى واصل أمس قاضي التحقيق الثالث بالمحكمة الابتدائية بتونس استنطاق المتهم محمد الحبيب العمري أحد المورّطين الأساسيين في حادثة الكمين التي أودت بحياة الجنود الثمانية وذبحهم والتنكيل بجثثهم والتي انطلقت على إثرها العملية العسكرية الموسعة بجبل الشعانبي بحثا عن العناصر الإرهابية.
وزارة الداخلية: أعوان الأمن يطلقون النار على عريف بمركز حدودي
أعلمت وزارة الداخلية أنّ أعوان الحراسة بمركز حدودي تابع لفرقة الحدود البرّية بسيدي بوبكر تولّوا اليوم 20 أوت 2013 على الساعة الواحدة و35 دقيقة صباحا إطلاق النار على شخص كان يقترب من النقطة المذكورة ولم يمتثل لإشارة الوقوف. وقد تم في مناسبة أولى إطلاق النار في الهواء لتنبيهه ثم إطلاق النار عليه مباشرة ممّا أدّى إلى إصابته بعدد 02 إطلاقات على مستوى الكتف وساقه حسب بلاغ أصدرته منذ قليل. وتبيّن فيما بعد أنّ المصاب هو عريف يعمل بالمركز المذكور، وقد تم نقله إلى المستشفى الجهوي بقفصة وحالته مستقرّة، والشروع في المعاينات والتحريات في الموضوع حسب نفس البلاغ.
تطورات أحداث القصرين: قوات الجيش والحرس تحاصر 10 إرهابيين في ضواحي حيدرة
تتواصل عمليات الملاحقة والمداهمات في أنحاء عدة من القصرين المدينة وباقي المعتمديات لاسيما منطقتا فوسانة وحيدرة حيث تتركز عمليات ملاحقة مسلحين فارين ففي منطقة عين عمارة من عمادة بودرياس معتمدية فوسانة تم رصد مسلح من قبل حارس غابات حسب مصدر عسكري وأكد الخبر مصدر أمني فتم الابلاغ عنه لتتحول دورية من الجيش والحرس الوطنيين وعناصر من فرقة التصدي للإرهاب وقاموا بعملية تمشيط واسعة النطاق في البراري وبين التضاريس الوعرة من جبال وهضاب وقد تم تبادل لإطلاق النار بين عناصر مجهولة وقوات الجيش والامن حسب مصدر عسكري ولكن لم يتم القبض على أي من الجماعات المتحصنة بتلك المناطق كما استمع الاهالي خلال الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة الماضيين الى اطلاق نار في منطقة الطوالبية غير البعيدة عن وسط المدينة والقريبة من جبل السلّوم لم يدم طويلا، وفي إطار حملة المداهمات التي تقوم بها فرق مختصة في أحياء مدينة القصرين ومعتمدياتها وأريافها بلغنا ان قوات خاصة ألقت القبض على فتاتين في أحياء المدينة متهمتين بالتعامل مع الجماعات المتحصنة في الجبل وتضاربت الآراء حول ما إذا كانتا منقبتين أم لا ليرتفع عدد الفتيات المتورطات في أحداث الشعانبي الى أربعة وحسب مصادرنا فإنه لا علاقة لجهاد النكاح بالأمر وإنما مشاركة الفتيات يقتصر على التمويل حتى لا يجلبن الانتباه. هذا وقد بلغنا من مصدر عسكري مطلع أن قوات الجيش والحرس الوطنيين تحاصر 10 مسلحين تم رصدهم أمس في حدود منتصف النهار بين منطقة فم الضفا التي شهدت محاولة الاعتداء على مركز لحرس الحدود مؤخرا التابعة لمعتمدية حيدرة وصحراوي المحاذية التابعة لمعتمدية فوسانة، هذا وقد أثار خبر وجود جماعات مسلحة بمنطقة العريش القريبة من الاحياء السكنية وبتوجه تعزيزات من الجيش الوطني تبين أنها مجموعة من الشبان كانت بصدد احتساء الخمر
رسائل خاطئة أوقعت بالإرهابيين في قبضة الأمن»
نجحت مختلف الوحدات الامنية في الايام القليلة الفارطة في كشف خيوط عدة خلايا ارهابية سرية بالبلاد التونسية كانت تستعد للقيام بعمليات تخريب واغتيالات جديدة داخل تراب الوطن، وهي نجاحات اثمرت احباط عدد من المخططات واسفرت عن ايقاف مجموعة خطيرة من العناصر المطلوبة للعدالة على خلفية جرائم في غاية الخطورة. ومتابعة لمختلف تفاصيل الحملة على الارهاب ترصد «التونسية» في عدد اليوم اخر المعطيات والمعلومات المستجدة بخصوص هذا الملف الشائك... رسائل خاطئة أوقعت بالإرهابيين ترجع المصالح الامنية التونسية تكثف تحركات الخلايا الارهابية في الفترة الاخيرة الى الدعوات الصادرة من قياديي تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب» والداعية الى نصرة العناصر الارهابية المحاصرة بسلسلة جبال الشعانبي، فعلى ما يبدو لقيت هذه الدعوات آذانا صاغية لدى عناصر الخلايا الارهابية النائمة المنتشرة بعدة جهات من الجمهورية من منتسبي هذا التنظيم او المقربين منه او الطالبين لوده وهو مايفسر هذه الهبة الجماعية من قبل هذه الخلايا الارهابية في محاولة منها لبث الرعب والفوضى وتشتيت مجهودات مختلف الفرق الامنية والعسكرية حتى يتسنى فك الخناق على ارهابيي الشعانبي المحاصرين منذ فترة هناك من الجانبين التونسي والجزائري ..وتعتبر الاجهزة الامنية ان الرسائل الداعية الى بث العنف واطلاق العنان لتنفيذ عمليات ارهابية هي رسائل خاطئة لانها ارتكزت على معطيات خاطئة روجتها اطراف سياسية مفادها تهرؤ الاجهزة الامنية التونسية وتراجع نجاعتها علاوة على وجود أمن مواز واختراقات صلب المؤسستين الامنية والعسكرية وهي معطيات خاطئة ومغلوطة نفتها مصادر امنية رفيعة في اتصال بـ«التونسية» رغم اقرارها بوجود عدة نقائص وهنّات معتبرة أن ما صدر عن الساسة في تونس مثل رسائل خاطئة بنت عليها هذه الخلايا حساباتها واعدت وفقها مخططاتها فوقعت في قبضة الامن وهي بذلك تدفع ضريبة سوء تقديرها. واضافت مصادرنا ان هذه العناصر أقدمت على عملية انتحارية خاسرة عندما اختارت اهداف مؤمنة داخل مدن كبرى كمحاولة مهاجمة مقرّ البنك المركزي بسوسة أو محاولة استهداف أماكن عامة واغتيال شخصيات وطنية توفر لها الاجهزة الامنية الحماية عن بعد ..وهي عمليات تحمل في ظاهرها بصمة «القاعدة» هدفها جمع ما تيسر من اموال لتستكمل بناء ذاتها وتؤمن تمويل انشطتها علاوة على نشر الرعب والفوضى بالبلاد كي يتسنى لها ولمثيلاتها من الخلايا الارهابية تحقيق اهدافها ونيل مرادها ... الحملة على الارهاب ستشمل مناطق جديدة من البلاد... والحسم خلال ايام... وفق مصادر امنية رفيعة فإن الايام القليلة القادمة ستشهد نجاحات جديدة على الميدان نتيجة الحصول على معطيات هامة افرزتها التحقيقات الاولية مع الموقوفين مؤخرا من العناصر الارهابية..ووفق هذه المعطيات فإن قائمة المطلوبين توسعت لتشمل اسماء جديدة تم استقطابها حديثا ساهمت في اخفاء عناصر خطيرة وأمّنت لها الحماية والدعم اللوجستي، وعن مكان تمركز مختلف هذه العناصر ذكرت مصادرنا ان جل المطلوبين يقطنون او يترددون باستمرار على عدد من المناطق الحدودية خاصة بولايات الشمال الغربي وفي اتجاه بن قردان في مهمات سرية محددة... وذكر مصدرنا ان الفترة القريبة القادمة ستشهد عدة عمليات نوعية بعدما غيرت الاجهزة الامنية من تكتيكها في تعاملها مع هذا الملف،ومن المتوقع ان تشمل العمليات الامنية مناطق اخرى من الجمهورية بعد احداث العاصمة وسوسة حيث تعرف مصالح الاستعلامات والارشاد التابعة لإدارات الاقاليم الامنية بالولايات الحدودية هذه الايام نشاطا مكثفا اثمر الحصول على معطيات في غاية الاهمية بخصوص عودة عناصر خطيرة مطلوبة للعدالة كانت في كل من سوريا وليبيا... ووفق مصدر امني مطلع ستكون الايام القليلة القادمة حاسمة في توجيه ضربات قاسمة الى هذه الخلايا الارهابية عبر ايقاف ابرز قياداتها وكشف شبكة علاقاتها وحل شفراتها موضحا ان حملة القضاء النهائي على هذه الخلايا ستطول نسبيا لكن العمليات الامنية القادمة ستبطل نجاعة هذه الخلايا وتقوض بنيتها... 300 عنصر مطلوبون فورا للتحقيق وحوالي 5000 متشدّد تحت المراقبة... وفق مصادر امنية مطلعة فإن نحو 5000 شاب من المنتسبين الى تيار ديني متشدد هم الآن تحت المراقبة وقيد المتابعة الامنية المدققة علما ان عددا منهم يقدر بحوالي 300 عنصر مطلوبين فورا للعدالة على خلفية ورود اسمائهم في محاضر التحقيق الاولية مع الارهابيين الموقوفين او بسبب تكوينهم لوفاق ومنظمات سرية لتجنيد مقاتلين للجهاد في نقاط ساخنة من العالم او بسبب ورود معلومات عن انخراطهم في شبكات عمل سرية لخدمة هذه الخلايا الارهابية او بسبب اجتيازهم الحدود خلسة ... وتعمل مختلف الوحدات الامنية جاهدة خلال هذه الساعات على رصد تحركات المشبوه فيهم وحصر دوائر انشطتهم في انتظار تحديد ساعة الحسم اذا استوجب الامر التدخل الامني... هذا ويذكر ان مختلف الوحدات الامنية قد نجحت خلال الفترة القريبة الماضية وحتى يوم امس في ايقاف اكثر من 130 متشددا ينتسب أغلبهم إلى خلية «عقبة ابن نافع» ابقت السلطات القضائية التونسية على 86 عنصرا منهم رهن الايقاف في حين افرجت مؤقتا عن البقية، هذا علاوة على قتل عدد من هذه العناصرالارهابية اثناء عمليات تبادل للنار بينها وبين وحداتنا الأمنية على غرار ما وقع في الوردية منذ ثلاثة ايام وقبلها ما جدّ من مواجهات وأحداث دامية في مدينة الروحية وغيرها... هل تغير القاعدة تكتيكها بعد الضربات الامنية الموجعة؟ وفق مصادر أمنية واعلامية مطلعة فإن تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب العربي» ظل طوال الفترة الفارطة يجس نبض القدرات الامنية والعسكرية لمختلف وحداتنا. ومع تزايد حجم التضييقات على انشطته بشمال مالي وتشديد وحدات الدرك الجزائري الخناق عليه طرحت قيادات هذا التنظيم فرضية المرتفعات الغربية لبلادنا كملجئ مفترض لقياداته ومجموعاته الرئيسية، وما زاد في اذكاء رغبته هو العدد الهائل من التونسيين المجندين ضمن عناصر المجموعات الناشطة تحت رايته، ولئن غاب تقديم احصائيات دقيقة من الدوائر الرسمية التونسية حول المجندين التونسيين بهذه المجموعات فإن مصادر اعلامية تناقلت معطيات مفادها انخراط حوالي 18 الف مجند تونسي ضمن خلايا تنظيم القاعدة بمختلف بلدان العالم وهو رقم مبالغ فيه حقيقة. فوفق آخر التقارير الدورية الصادرة عن عدة اجهزة مخابراتية غربية وهي الاجهزة الاكثر قدرة في العالم على تقديم معطيات دقيقة حول هذه التنظيمات لاسباب معروفة فإن هناك شبه تطابق واجماع على ان عدد المجندين التونسيين ضمن خلايا «القاعدة» في العالم يعادل 10 آلاف عنصر (اغلبهم حامل للسلاح والبقية وهي قلة لا يتعدى عددهم بضع عشرات تتولى مهام القيادة والتمويل والتدريب في اختصاصات ذات علاقة بالتكنولوجيا). نصف المجندين تقريبا عاد الى تونس بعد الثورة: منهم من ثاب وانخرط في حياة عادية صلب المجتمع ومنهم من انخرط في خلايا ارهابية جديدة والتحق مجددا بجبهات المواجهة للجهاد خاصة في سوريا او شمال مالي.. أما البقية فلقي منهم حوالي 2000 عنصر حتفهم في معارك دارت في ليبيا وفي دول الساحل وفي شمالي مالي وعند مشارف الحدود الليبية الجزائرية وفي سوريا والعراق. والثلاثة آلاف المتبقين انخرط منهم حوالي 1500 شخص في الحياة الطبيعية لبلدان اقامتهم خاصة منها سوريا وليبيا وبدرجة اقل في العراق ثم الجزائر فتزوجوا هناك وابتعدوا عن تنظيمات «القاعدة» بينما يواصل حوالي 1200 تونسي آخرون حمل السلاح بلا انقطاع بأماكن متعددة من العالم ولم تغير ثورات الربيع العربي شيئا في حياتهم، لكن عددا منهم (حوالي 600 مقاتل) ابدوا في الفترة الاخيرة رغبة في العودة الى تونس اذا طلبت قياداتهم في القاعدة منهم ذلك. وسبق أن أشرنا الى هذه المعلومة في اعدادنا السابقة... ولكن يبدو ان الوقفة الامنية الحازمة لمختلف التشكيلات الامنية والعسكرية في الايام الاخيرة واخفاق مخططات هذه الخلايا استهداف عدة منشآت عمومية وخاصة داخل مدن تونسية رغم ما قد تحمله الايام القادمة من مستجدات في هذا الاطار سيدفع بقيادات «القاعدة» الى تأجيل تنفيذ مخططها وربما العدول نهائيا عن «الاستقرار» بتونس اذا تواصلت هذه النجاحات الأمنية بنفس الوتيرة
مع اقتراب عيد الفطر: تشديد الرقابة في شوارع وكاشفات قنابل في مآوى السيارات
علمت «الشروق» أن الجهات الأمنية المختصة كثفت من إجراءات الرقابة حول عديد المنشآت العامة والخاصة سيما وسط العاصمة، وتم تجهيز مآوى السيارات بكاشفات المتفجرات خشية إدخال سيارات تحمل أجساما مشبوهة. ومع اقتراب الاحتفال بعيد الفطر المبارك كثّفت الجهات الأمنية من تحركاتها هنا وهناك سيما أن هذه المناسبة الكريمة تزامنت مع اشتداد رحى الحرب على الإرهاب، والذي أصبح مطلبا شعبيا إذ أن المواطن التونسي لا يثق في رجل السياسة بقدر ثقته العالية والتي لا تتزحزح في قدرة رجال الأمن والجيش الوطنيين على حمايته. وفي هذا الإطار فإن الجهات الأمنية وبعد التنسيق مع أصحاب الفضاءات والمحلات التجارية وسط العاصمة، فإنها زودت مآوى السيارات من ذات الطوابق والتحت أرضية بكاشفات للمتفجرات وذلك خشية تعمد جماعات إرهابية تفخيخ سيارات وإدخالها إلى المآوى وسط العاصمة وإحداث تفجيرات قد تكون نتائجها لا قدر الله كارثية. كما أن الجهات الأمنية قامت بتشديد المراقبة حول أماكن وقوف السيارات حتى يتمّ لاحقا تركيز أجهزة كاميرا عالية التطور في الشوارع الرئيسية وسط العاصمة والتي تشهد عادة حركية بشرية وتجارية هامة سيما في المناسبات الدينية والأعياد الوطنية. وعلمت «الشروق» أن نجاحات أمنية هامة ستسجل قريبا في إطار مكافحة الإرهاب بما يعني تخلص الأمنيين من أي ضغوطات ونجاح وزير الداخلية السيد لطفي بن جدو في إبعاد الوزارة عن أية تجاذبات سياسية.
بن جدو:” القبض على 46 شخصا ينتمون إلى كتيبة عقبة بن نافع”
أكد وزير الداخلية لطفي بن جدو لدى تدخله بالمجلس التأسيسي أنه تم القبض على 46 شخصا ينتمون إلى كتيبة عقبة بن نافع من بينهم 9 كانوا متواجدون في جبل الشعانبي والبقية متورطين في إدخال السلاح وتموين المجموعة.
عنصر ارهابي دل الوحدات الامنية على الخلية الارهابية الموجودة بالوردية
تام امس الاحد القاء القبض على الارهابيين بالوردية كانت على اثر اعترف احد العناصر الارهابية التي تم القبض عليها باكودة بولاية سوسة حسبما جاء في جريدة المصور الاسبوعي في عددها الصادر اليوم الاثنين 5 اوت 2013. و هذا و قد نجحت الوحدات الأمنية المختصة وعلى إثر معلومات استعلاماتية داهمت اثرها منزل لعناصر إرهابية خطيرة بجهة الوردية و بعد تبادل لإطلاق نار كثيف تم القضاء على أحد العناصر وإصابة آخر وإيقاف البقية وعددهم 6، مع الإشارة إلى أن المحموعة مرتبطة بقضايا أمنية سابقة.
حكومة العريض تفرض على سيدي بوزيد محافظا بقوة السلاح
ارتفاع وتيرة الاحتجاجات الشعبية في تونس للمطالبة بإسقاط النظام الإسلامي، والجيش يواصل دفن ضحاياه في معركته المفتوحة مع الإرهاب. تواجه حكومة حزب النهضة الإسلامي في تونس مدا متناميا للاحتجاجات الشعبية المطالبة بوقف العملية السياسية القائمة من اساسها وهي احتجاجات ينتظر أن تبلغ ذروتها الثلاثاء، في وقت يواصل فيه الجيش التونسي دفن المزيد من ضحاياه الذين سقطوا في معركة جبل الشعانبي المفتوحة مع مقاتلين إرهابيين يرجح انهم من أتباع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وفي سيدي بوزيد المحافظة التي أطلقت شرارة الاحتجاجات على نظام الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي أطلقت الشرطة الغاز والرصاص في الهواء اثناء محاولة محتجين منع الشرطة من ادخال والي سيدي بوزيد لمقر المحافظة، استجابة لدعوة المعارضة العلمانية بشن عصيان مدني واحتلال المقرات الحكومية في الجهات. وفجر اغتيال المعارض العلماني محمد البراهمي قبل عشرة أيام اسوأ أزمة سياسية في البلاد منذ الاطاحة ببن علي قبل اكثر من عامين في انتفاضة شعبية. وتطالب المعارضة العلمانية بحل الحكومة والمجلس التأسيسي. وقالت المعارضة العلمانية إنها لن تقبل بأقل من حل الحكومة وتشكيل حكومة انقاذ يرأسها مستقل وحل المجلس التأسيسي. ولكن حركة النهضة الاسلامية قالت انها ترفض حل المجلس التأسيسي وترفض تغيير رئيس الوزراء معتبرة ذلك خطا احمر. ومن المتوقع ان تحشد المعارضة الثلاثاء في باردو انصارها في مظاهرة ضخمة بمناسبة مرور ستة اشهر على اغتيال المعارض العلماني شكري بلعيد قبل ستة أشهر، وذلك دعما لاعتصام الرحيل المطالب بحلّ المجلس الوطني التأسيسي وإسقاط الحكومة. وتترامن المظاهرة التي دعت لها المعارضة مع عقد التأسيسي الثلاثاء اول جلسة له منذ اغتيال محمد البراهمي في 25 يوليو/تموز. ولا تواجه تونس فقط احتجاجات مناهضة للحكومة بل ايضا تهديدا امنيا متزايدا. وكثف اسلاميون متشددون هجماتهم في الاسبوعين الماضيين وشنت القوات الجوية التونسية هجوما جويا ومدفعيا على مخابئ للمتشددين في جبل الشعانبي قرب الحدود الجزائرية. واعلنت الحكومة التونسية ان الجنديين اللذين قتلا ليلة الاحد خلال عملية عسكرية اطلقها الجيش للقضاء على "ارهابيين" في جبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر، سيدفنان الاثنين. وقالت رئاسة الحكومة في بيان ان "الشهيد" الاول سيدفن في منطقة سجنان من ولاية بنرزت (شمال شرق) والثاني في منطقة الرميلة من ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب). واعلنت وكالة الانباء التونسية نقلا عن مصدر عسكري ان جنديين قتلا واصيب 7 آخرون ليلة الاحد عندما انفجر "لغم أرضي يرجح انه مضاد للدبابات، تحت دبابة كانت بصدد المشاركة في عملية تمشيط جبل الشعانبي". وفي كانون الاول/ ديسمبر 2012 شرع الجيش التونسي في تعقب مسلحين في جبل الشعانبي بعدما قتلوا في العاشر من الشهر نفسه عنصرا بجهاز الحرس الوطني (الدرك) في قرية درناية بمعتمدية فريانة الجبلية من ولاية القصرين. ويوم 6 حزيران/يونيو الماضي قتل جنديان في انفجار لغم تقليدي الصنع زرعه المسلحون في جبل الشعانبي. كما قتل في الثالث من الشهر نفسه جندي آخر أطلق عليه زملاؤه النار على وجه الخطأ. وأصيب ثمانية جنود (اثنان بترت ارجلهما) و10 من عناصر الحرس الوطني (ثلاثة بترت ارجلهم وآخر أصيب بالعمى) وراعي أغنام عندما انفجرت في الفترة ما بين 29 نيسان/أبريل و11 يونيو/حزيران الماضيين 6 ألغام زرعها المسلحون في جبل الشعانبي. وتقول وزارة الداخلية التونسية ان مجموعة الشعانبي التي أطلقت على نفسها اسم "كتيبة عقبة بن نافع" مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي . وفي 21 كانون الاول/ديسمبر 2012 كشف رئيس الحكومة الحالي علي العريض وكان حينها وزيرا للداخلية، ان مجموعة الشعانبي سعت الى اقامة معسكر في جبال القصرين وتكوين خلية في تونس تابعة للقاعدة بهدف تنفيذ "اعمال تخريبية" واستهداف "المؤسسات الأمنية". وكانت الكتيبة تنوي "القيام بأعمال تخريبية (في تونس) تحت عنوان الجهاد او احياء الجهاد وفرض الشريعة الاسلامية (..) واستقطاب عناصر شبابية متبنية للفكر (الديني) المتشدد لتدريبها عقائديا وعسكريا (..) وارسالها للتدرب في معسكرات تابعة للقاعدة في ليبيا والجزائر" بحسب علي العريض.
اكتشاف وكر لإحدى المجموعات الارهابية بالوردية: مواجهات تسفر عن مصرع ارهابـي وإيقاف خمسة عناصر وحجز أسلحة
داهمت أمس الوحدات الأمنية المختصة منزلا لمجموعة من الارهابيين وذلك بمنطقة الوردية وأسفرت العملية عن مقتل ارهابي وجرح آخر وإيقاف أربعة أشخاص كما أصيب أحد أعوان الأمن بجروح وذلك بعد تبادل لاطلاق نار كثيف بواسطة أسلحة مختلفة وثقيلة. «الشروق» تحولت على عين المكان حيث وجدنا سكان المنطقة متجمعين فرغم هول الحادثة هرعوا الى مكان العملية كما وجدنا أعوان الآمن بصدد متابعة أعمالهم من خلال تمشيط أنهج المنطقة وأحيائها. اطلاق نار كثيف تحدث عدد من متساكني المنطقة كشهود عيان لـ«الشروق» عن تبادل لاطلاق نار كثيف جدا وسماعهم أصوات «الكرطوش الحي» وذلك لمدة ساعتين على التوالي، متحدثين بخوف عن هول الحادثة خاصة امام استماتة المجموعات الارهابية في المقاومة ومواصلة اطلاق النار دون مبالاة رغم ان الامن دعاهم في البداية الى تسليم انفسهم بواسطة مضخم صوت الا ان الارهابيين رفضوا ذلك وسرعان ما أطلقوا النيران الكثيفة مستهدفين أعوان الآمن. وأمام مواصلة تبادل اطلاق النار التي تمت باستعمال الاسلحة الثقيلة والمختلفة سواء من قبل رجال الأمن أو هذه المجموعات المتطرفة التي استعملت كمية هامة من الاسلحة المتطورة. وتمكن رجال الأمن من خلع باب المنزل باستعمال قذائف نارية واطلاق الغاز المسيل للدموع مما سهّل عملية القبض على الجناة علما أن احدهم كان فاقدا للحياة جراء اصابته بطلق ناري الى جانب اصابة احدهم وايقاف بقية المجموعة. وتحدث شاهد عيان وهو قيس الماجري لـ«الشروق» من متساكني المنطقة انه في حدود الساعة الخامسة والنصف صباحا من يوم أمس سمع صوت الرصاص رفقة بقية متساكني الجهة حيث وجد اعوان الأمن يحاصرون أحد المنازل مؤكدا أنه سرعان ما انتشرت الوحدات الامنية في كل مكان من الجهة وتواصل اطلاق النار باستعمال القذائف. وأضاف قيس الماجري انه تم حجز اسلحة وذخيرة من منزل هذه المجموعات التي تم ايقافها علما أن سكان المنطقة تحدثوا عن فرار أحد العناصر الارهابية بعد ان استغل المواجهات بين الأمنيين والمجموعات المتطرفة. دماء متناثرة وآثار للرصاص «الشروق» تحولت الى المنزل الذي تمت فيه الحادثة حيث كانت دماء الارهابيين متناثرة في كل مكان الى جانب آثار الطلق الناري على جدران المنزل الذي تم غلق أبوابه الداخلية في انتظار مواصلة الابحاث. مكان الحادثة يبعد بعض الامتار عما تعرف بـالـ«تكية»، وهو مقر يضم ادارة الاستعلامات وادارة الحدود والاجانب واخرى تابعة لفرقة مقاومة الارهاب الى جانب ادارة الحرس الترابي وتعاونية الحرس الوطني وهو ما جعل بعض المصادر ترجح أن هذه المجموعات الارهابية تخطط لاستهداف «التكية». من جهة أخرى تحولت «الشروق» الى مركز الشرطة العدلية الذي يبعد بعض الأمتار عن منزل الارهابيين وقد أفادنا مسؤول أمني أنه توفرت بعض المعلومات لفائدة الجهات المختصة تتعلق بتمركز مجموعات متطرفة بجهة الوردية فتمّ القيام بالتحريات اللازمة ورصد التحركات المشبوهة لبعض الأطراف وقد تمكنت الوحدات الأمنية المختصة من اماطة اللثام عن خلية من خلايا هذه المجموعات الارهابية التي تصنّف بالخطيرة جدا. وأكد نفس المصدر أن أعوان الأمن طالبوا من هذه المجموعات المتطرفة تسليم أنفسهم إلا أنهم سرعان ما بدؤوا في إطلاق النار وهو ما جعل أعوان الأمن يردّون الفعل ويتصدّون لهم وقد أسفرت العملية عن مصرع أحدهم وإيقاف خمسة عناصر وحجز كمية هامة من الأسلحة النارية والذخيرة وخزائن «كلاشينكوف» وكمية من «المولوتوف» الذي كان يضعه الارهابيون في صندوق لبيع المرطبات. وتحدث نفس المصدر عن أن هذه المجموعة أصيلة منطقة الجنوب التونسي ولا يتجاوز أعمارهم العقد الثالث وهم غير متزوجين. وبخصوص تسوّغ المنزل أفاد المسؤول الأمني أنه بالتحرّي مع صاحبه تبيّن أن العملية قانونية وأنه تمّ تسوّغه منذ مدة قصيرة لا تتجاوز شهرين، مؤكدا أن الأبحاث متواصلة وأن هناك إمكانية بأن تكون لهذه المجموعة علاقة بالاغتيالات السياسية التي تمّت مؤخرا. وفي سياق آخر تحدث مصدرنا عن الاحتفاظ بـ«سمسار» الجهة الذي كان وسيطا في عملية التسوّغ وذلك للتحري معه. وتحدث شاهد عيان يدعى صويلحتي طرابلسي أن المنزل يبعد حوالي 500 متر عن منزل النائب بالمجلس الوطني التأسيسي محمد عبو ويبعد أيضا حوالي 560 مترا عن منزل سمير بن عمر حسب ما أفاد به هذا الشاهد. ومن جهة أخرى تحدث أحد سكان الجهة عن وجود سيارة جزائرية كانت كثيرا ما تتردّد على المنطقة وعلى منزل المشتبه بهم. تحية لأعوان الأمن وأعرب عدد من النسوة والشبان ومتساكني الجهة عن شدة خوفهم مؤكدين أن ما عاشوه صباح أمس مشابه للأفلام الأمريكية خاصة أمام كثافة اطلاق النار متوجهين بتحية شكر وإكبار الى رجال الأمن على المجهودات التي قالوا إنها جبارة لحمايتهم وحماية تونس من الارهاب والتطرّف والعنف. ودعا عدد من المواطنين السلط الأمنية الى مزيد التكثيف من مجهوداتهم بالتحري حول هذه المجموعات ومقاومة الارهاب والتطرّف. بلاغ وزارة الداخلية وذكر بلاغ وزارة الداخلية الذي أصدرته عبر موقعها الاجتماعي ان هذه المجموعة مرتبطة بقضايا أمنية وأن الأبحاث متواصلة مؤكدا أن عملية المداهمة تمّت إثر معلومات استعلاماتية وتبعا لعمليات أمنية سابقة.