مواجهة الإرهاب لا تنحصر في الحل الأمني والعسكري بل إن المسؤولية مشتركة بين مكونات المجتمع لاستئصاله من جذوره .هذا ما اجمع عليه المتدخلون خلال ملتقى انتظم بأحد نزل العاصمة.
أشرفت المنظمة التونسية للأمن والمواطن على تنظيم الملتقى بالاشتراك مع الشبكة الأوروبية المتوسطية تحت عنوان «مواجهة الإرهاب تتجاوز الاقتصار على المعالجة الأمنية» وأجمعت المداخلات على ان المعالجة الأمنية هي جزء من الحل في الحرب على الإرهاب.
المعالجة الأمنية للإرهاب وضمان حقوق الإنسان
صرحت ممثلة المكتب الاورومتوسطي لحقوق الإنسان بسمة السوداني أن أهم دور تلعبه الشبكة هوتيسير الفضاءات لإرساء منظومة الأمن الجمهوري وأكدت أن رجل الأمن اليوم في حاجة ليكون على بينة من المعاهدات الدولية والاتفاقيات المتعلقة بمبادئ حقوق الإنسان .ودعت إلى ضرورة بناء منظومة أمنية محايدة تقطع مع الممارسات السابقة وتسعى لاحترام المواطن واحترام الحرمة الجسدية واحترام حرية التظاهر .
نجاحات أمنية ..لكن
لئن اثنى رئيس المنظمة التونسية للأمن والمواطن عصام الدر دوري على دور الوحدات الأمنية في التصدي للعناصر الإرهابية وضربهم في معاقلهم وإيقاف عدة عناصر من بينها قيادات ومن مختلف الجنسيات فانه انتقد في نفس السياق التعاطي الأمني في بعض الحالات مشيرا الى حادثة الاعتداء على منزل وزير الداخلية مؤخرا .
وجدد الدردوري تأكيده لمسالة اختراق المؤسسة الأمنية وعلى وجود جهاز الأمن الموازي حيث استشهد ببعض الصور الفوتوغرافية تجمع بعض القيادات الأمنية بشيوخ التكفير .
لم يفوت الدردوري الفرصة ليتطرق أيضا إلى الملحقين الأمنيين الذين مثلوا نقطة استفهام بالوزارة وتناول بالذكر الملحق الأمني بمرسيليا سمير التومي وقال إن هناك شبهة في تورطه في تسفير الجهاديين الى سوريا .
ودعا الدردوري إلى ضرورة إعادة النظر في تسيير وزارة الداخلية من طرفين واستبعاد التعيينات الحزبية ثم نبه الى مسالة الأبحاث الإدارية وقال ان المشرف عليها هو احد أقارب ابو عياض وبالتالي لا فائدة ترجى منها.
الارهاب كائن فكري
المواجهة الامنية لا تنحصر في الحل الامني بل ان الادارة الفكرية اهم من القدرة على استعمال السلاح هذا ما اكد عليه الخبير الاستراتيجي في الشؤون الامنية والعسكرية مازن الشريف .واضاف الشريف ان الضرب الرمزي يعقبه التكفير في اشارة الى الاعتداءات التي طالت مقامات الاولية الصالحين والى السيطرة على المساجد وغيرها من الافعال .واكد ان الارهاب كائن حي وفكري يتمعش من الفكر الوهابي ومن التهريب ومن الجمعيات التي تنشط تحت غطاء ديني.
في سياق متصل اوضح مازن الشريف ان الحرب الاصعب هي حرب المستقبل اي كيفية التحضير لمواجهة الارهاب.
معركة تستهدف الجميع
من جانبه لاحظ الصحفي زياد الهاني ان تونس تمر بظرف استثنائي يتطلب معالجة استثنائية مؤكدا ان المعركة ضد الارهاب تستهدف الجميع .
واضاف خلال مداخلته تحت عنوان «المعالجة الامنية للارهاب وضمان حق الصحفي في النفاذ للمعلومة «ان حرية الاعلام وحق النفاذ الى المعلومة هو حق دستوري لكن من الضروري ان يفهم كل من الامني والصحفي بعضهما البعض خاصة على الميدان .ولاحظ ان الاعلام جزء اساسي من المعركة ضد الارهاب.
الارادة السياسية
وجه الباحث والمؤرخ علية عميرة الصغير اصابع الاتهام الى حزب حركة النهضة وقال انه مهد وهيأ الارضية للارهاب وقدم الدعم لعناصره فهو المسؤول سياسيا على العمليات الارهابية التي طالت البلاد .
ودعا الحزب الى القيام بنقده الذاتي وان يعلن انه تخلى عن مرجعياته العقائدية وان يقبل الفصل الضروري بين الديني والسياسي كما انه على الحزب ان يوضح مصادر تمويله في المقابل على الاحزاب المعارضة ان تعمل على تعرية الفكر الارهابي.
ماذا عن قانون الارهاب الجديد ؟
انتقد الاستاذ شوقي الشابي مشروع قانون الارهاب الجديد المعروض على المجلس الوطني التاسيسي وقال انه تضمن تعريفا ضبابيا ولا يضمن المحاكمة العادلة للمظنون فيه وهو مخالف للمعاهدات الدولية ولايختلف كثيرا عن قانون 2003 مؤكدا ضرورة حماية الحقوق الفردية.