نفّذ ظهر أمس، الإثنين 13 ديسمبر 2021، أمام السجن المدني بالمنستير، عدد من أفراد عائلة السجين فتحي كركوب (37 سنة من ولاية المنستير)، وقفة إحتجاجية للمطالبة بتحقيق العدالة وكشف حقيقة وفاته بالسّجن وعدم التلاعب بملفه، مؤكدين إلتزامهم بإحترام القانون وفق ما صرّحت به أخته.
وأكّدت أنّهم يوجّهون نداء إلى رئيس الجمهورية لفتح ملفّ أخيها الذي تقول إنه “ظُلم كثيرا خلال حياته وفي طريقة موته التي كانت بشعة جدّا”، مضيفة أنّهم لا يريدون أن يقع تغيير الحقائق في ملف أخيها بإعتباره أصيب بجرثومة في السجن المدني في المنستير وتعكّرت حالته الصحية ولم يحظ بالرعاية الصحية اللازمة لمعالجته وتوفي داخل هذا السجن حسب شهادة السجناء.
وأضافت أنّ شقيقها وقع إيقافه وإيداعه بسجن المسعدين في ولاية سوسة ثم نقله إلى السجن المدني بالمنستير في قضية تكوين وفاق لإجتياز الحدود البحرية خلسة، وهي قضية كيديّة، إذ أنّ الشهود ذكروا في البداية أنّهم لا يعرفون أخاها ثم شهدوا عكس ذلك، حسب قولها.
وصرّحت أنّهم يعرفون الأشخاص الذين نظّموا عملية الهجرة غير النظامية للحدود البحرية وجميعهم طلقاء وأنّهم مستعدون للإدلاء بشهادتهم للقضاء، وفق تأكديها.
وقالت أرملة فتحي كركوب إنّ زوجها دخل السجن يوم 22 أكتوبر 2021، في حالة إيقاف وتوفي يوم الخميس 9 ديسمبر الجاري، تاركا 5 أطفال أصغرهم عمره 10 أشهر، ويتلقون تهديدات من المنظّمين الحقيقيين للهجرة السرّية، حسب قولها.
ورفع المشاركون في هذه الوقفة لافتات طالبوا فيها بعدم التلاعب بملف فتحي كركوب وبأن يمسح رئيس الجمهورية “دمعة المظلوم الزوالي”، و”الصحة حق كلّ سجين” و”فتحي مات مقتول “.
من ناحيته، أفاد الناطق الرسمي للهيئة العامة للسجون والإصلاح، نزار سلام بأنّ السجين المتوفى فتحي كركوب وقع عرضه يوم 5 نوفمبر الماضي على الفحص الطبي دون تسجيل أعراض أو أمراض.
ووقع يوم 8 ديسمبر الجاري وحوالي الساعة العاشرة صباحا، وبطلب من هذا السجين، عرضه على طبيب السجن الذي وصف له بعض الأدوية تم تمكينه منها في اليوم نفسه مع إجراء تحليل سريع لتقصي فيروس “كوفيد 19” وكانت نتيجته سلبية.
وأضاف نزار سلام أنّه بتاريخ 9 ديسمبر الجاري وعلى الساعة السابعة و55 دقيقة صباحا، وقع نقل هذا السجين إلى قسم الإستعجالي بالمستشفى الجامعي “فطومة بورقيبة” في المنستير لتلقّي العلاج بعد تعكّر حالته الصحية.
وأُعلن في اليوم نفسه عن وفاته على الساعة الثامنة والربع صباحا.
وأفاد سلّام بأنّ النيابة العمومية بالمحكمة الإبتدائية بالمنستير تعهّدت بفتح بحث تحقيقي وبإنابة فرقة الشرطة العدلية، علاوة على أنّ التفقدية العامة للسجون والإصلاح تعهّدت تلقائيا بالقيام بالأبحاث الإدارية المستوجبة.
وكان السجين المتوفى فتحي كركوب قد أودع بسجن المسعدين بولاية سوسة يوم 10 أكتوبر 2021 بمقتضي بطاقة إيداع صادرة عن قاضي التحقيق بالمكتب السابع لدى المحكمة الابتدائية بالمنستير من أجل تكوين وفاق يهدف إلى مساعدة أشخاص لإجتياز الحدود البحرية خلسة، وبعد قضاء فترة الحجر الصحي بسجن المسعدين وقع نقله بتاريخ 4 نوفمبر 2021 إلى السجن المدني في المنستير، حسب ذات المصدر.