كان الاسبوع الماضي ساخنا على الساحة السياسية التونسية حيث طغت على المشهد صور الخلافات السياسية وأبرزها اعتصام نواب كتلة الحزب الدستوري الحرّ بمجلس نواب الشعب لأكثر من 5 ايام متتالية على خلفية خلاف بينهم بين نائبة النهضة جميلة الكسيكسي التي نعتت رئيسة الكتلة عبير موسي بـ”الكلوشارة” وارتفع نسق الخلاف مع اخر الاسبوع حيث دخلت على الخط كذلك نائبة التيار الديمقراطي سامية عبو والتي نعتتها ايضا بالكلوشارة “..وكان المشهد بالبرلمان التونسي اشبه بـ”الحمام”
وتعليقا على ما حصل وهل هناك امكانية لتجنب مثل هذه المشاهد في البرلمان ، والسّبل الكفيلة بتجنبها مستقبلا ، قال المحلل السياسي، عبد اللطيف الحناشي ، في تصريح لـ”الصباح نيوز” ان منطلق ما حدث لا يليق بالنواب الذين يتوجب عليهم تقديم رسالة ونموذج ايجابي للمواطن الذي انتخبهم.
وواصل محدثتنا القول بان ما حدث خطأ متبادل من الطرفين اي من النهضة والدستوري الحرّ ولكنما حدث يدل على سابق اضمار وخاصة بالنسبة لرئيسة كتلة الحزب الدستوري الحرّ، عبير موسي وحزبها بمعنى انهم ظهروا وكأنهم قدموا الى المجلس لتصفية حسابات فهم ليسوا معترفين لا بالدستور ولا بالثورة وكأنهم يحاولون اعادة انتاج لسلوك الاستبداد.
وقال الحناشي ان مجلس النواب من المفروض ان يجد اليوم قوانين ومسؤوليات جديدة وطرق لمعالجة مثل هذه التجاوزات لان القانون هو الذي يعالج مثل هذه التصرفات وثانيا من الضرورة ان يعي الجميع بأنه لا يمكن ان يتواصل العمل الا في اطار الاختلاف ونحن في نظام ديمقراطي والجميع يعرف ان النهضة وائتلاف الكرامة لهما تموقع سياسي ونفس الامر بالنسبة لحزب عبير موسي الذي اختاره جزء من الشعب التونسي وهو ما يحتم على جميع الاطراف التعايش في ظل نظام ديمقراطي.
وقال عبد اللطيف الحناشي ان القانون يجب ان يكون الفيصل وهو موجود ويجب تحويره وإيجاد بنود اخرى لمعالجة مثل هذه الظواهر.
وقال محدثنا انه من المتوقع ان تحصل خلافات اخرى، خاصة وان ائتلاف الكرامة والدستوري الحرّ متناقضان وفي حال لم يتم التوصل الى اساليب اخرى للتعايش فسنشهد مأساة حقيقية وصورة سيئة جدا لتجربة ديمقراطية فريدة في العالم والمطلوب اليوم هو التحلي بالرصانة من الجهتين ويجب الاقرار بالتعايش في ظل الاختلاف الذي افرزه واختاره الشعب التونسي نفسه.
وختم محدثنا التصريح بان كل البرلمانات في العالم تشهد اختلافات وحتى في بعض الاحيان تجاوزات ولكن لا تصل الى تعطيل البرلمان والسير الطبيعي للجلسات العامة.
This is only an excerpt. You can read the full article on الصباح نيوز