الجمعة , 9 يونيو 2023
الرئيسية / مقالات / قفصة التونسية.. احتجاجات مستمرة في مناجم الفوسفات مطالبة بالتشغيل

قفصة التونسية.. احتجاجات مستمرة في مناجم الفوسفات مطالبة بالتشغيل

تجددت مؤخرا في تونس، الاحتجاجات المطالبة بالتشغيل والتنمية في منطقة الحوض المنجمي لإنتاج الفوسفات، بمحافظة قفصة (جنوب غرب)

ومنذ 20 يناير/ كانون ثاني الماضي، استؤنفت الاحتجاجات على نتائج مناظرة لانتداب عمال جدد لصالح شركة فوسفات قفصة، المشرفة على استغلال مناجم الفوسفات بالمحافظة.

وأوقفت قوات الأمن محتجين اثنين، في حين تدرج أسماء عشرات الشبان في قائمة المفتش عنهم على خلفية الاحتجاجات، التي تلت الإعلان عن نتائج مناظرة التوظيف بالشركة، وفق مراسل الأناضول.

الكاتب العام المساعد للاتحاد المحلي للشغل بالمظيلة (جنوب محافظة قفصة)، نوفل معيوفة، قال في تصريحات للأناضول: “يؤَمِّن المجمع الكيميائي التونسي (حكومي) لميزانية الدولة 535 مليون دولار سنويا، لأغراض تنموية.

“في المقابل لم تعمل الدولة عبر حكوماتها المتعاقبة، على تغيير المنوال التنموي، فحتى حكومات ما بعد الثورة بدأت من حيث انتهى بن علي، والنظام الوطني الحقيقي هو الذي يفكر في منوال تنمية جديد ويفكر في ما بعد الفوسفات”، بحسب “معيوفة”.

منذ قرابة 20 عاما، يعمل “معيوفة” بالمجمع الكيميائي بالمظيلة 1، المختص في إنتاج الفوسفات الرفيع، الذي توقف هذه الأيام بشكل نهائي عن العمل.

يعود توقف المجمع، بسبب نفاد المواد الأولية من فوسفات وكبريت، وذلك على خلفية الاحتجاجات والاعتصامات التي تشهدها مناطق الحوض المنجمي، منذ الإعلان عن نتائج مسابقة توظيف 1700 عون تنفيذ لفائدة شركة فوسفات قفصة الشهر الماضي.

ويضيف معيوفة متحسرا على الوضع الذي وصلت إليه منطقته: “ستكون قفصة بعد نفاد ثروة الفوسفات، شبيهة بصحراء الربع الخيالي ،”

ويتابع: “الفوسفات هو إحدى الموارد الغير متجددة، وتشير آخر الدراسات المتوفرة أن الفوسفات سينفد بعد 50 سنة، ونحن نشاهد الكثيرين يغادرون إلى المدن الساحلية (شرق تونس)، للاستقرار، وحتى رجال أعمال المنطقة يستثمرون بعيدا.”

محافظ قفصة “منذر لعريبي” يقول للأناضول: “نعمل على تنويع النسيج الاقتصادي.. تعد الفلاحة إحدى الخيارات المهمة، حتى في منطقة الحوض المنجمي، وخاصة منطقة السقي، ذلك السهل الممتد على هكتارات كبيرة على حدود المحافظة الجنوبية مع محافظتي قابس وقبلي”.

وأضاف المحافظ: “حتى الاستثمار في القطاع الخاص أثبت جدواه، وسنعمل على تشجيعه وتسهيل كل الإجراءات الإدارية من أجل تحقيق الأهداف المنشودة”.

ومنذ أكثر من أسبوع يعتصم العشرات من شبان الحوض المنجمي، بما في ذلك وسط مدينة قفصة أمام مقر المحافظة، مطالبين بفرص عمل.

وما أن ينتهي اعتصام حتى ينظم آخر، وتبقى مدن الفوسفات مشتعلة؛ احتجاجات هذه المناطق تتسم بطابعها النقدي الحاد للسلطات المركزية وللمؤسسات السياسية، إلا أنها تبقى في الأخير حبيسة مطالب اجتماعية.

نور عيساوي، تعتصم إلى جانب زوجها المضرب عن الطعام بالقرب من المغسلة الرئيسة للفوسفات بمدينة ام العرائس، تقول للأناضول: “منذ مدة أعتصم هنا وزوجي ومجموع من الشباب ونساء قريتي، كان أملنا معلقا على نتائج هذه المسابقة لكن خاب أملنا.

بينما مهند تلي (33 عاما)، وهو أحد أعضاء تنسيقية الشباب المعتصم بمدينة المظيلة التي تكونت مؤخرا مع انطلاقة الاحتجاجات، يقول للأناضول: “بداية نحن نطالب بإطلاق سراح كل الموقوفين وكف التبعات العدلية في حق العشرات من شباب المنطقة.

وأضاف: “كذلك، من المهم إيجاد حلول جذرية لمدينة المظيلة، والحد من التلوث البيئي.. نحن نريد حلولا وعلى الدولة أن تفي بتعهداتها تجاه هذه الجهة”.

ويختم مهند حديثه: “كنت أتكلم باسم التنسيقية، سأختم حديثي متحدثا باسمي الخاص، لن أنهي اعتصامي ولن أسمح بعودة الفوسفات إلا متى تحققت مطالبنا”.

وقال علي هوشاتي، المكلف بالاعلام في شركة فوسفات قفصة، في تصريح للأناضول أن إنتاج يناير/ كانون ثاني قدر بـ 160 ألف طنا، عوضا عن 500 ألف طن كانت مأمولة.

وأضاف الهوشاتي، أن “الإدارة العامة اجتمعت في 6 فبراير/ شباط الجاري، بدوائر الشركة وتدارسوا الوضع الصعب الذي بات يهدد بإفلاس الشركة بعد توقف كل وحداتها الإنتاجية”.

وأعرب “الهوشاتي”، عن استعداد الشركة للتعامل مع الجهات المختصة، للتثبت من صدقية نتائج التشغيل المعلن عنها”.

الناشط المدني علي الكريمي، وهو من سكان مدينة المظيلة قال “إن الاحتجاج في الحوض المنجمي يبدو في ظاهره نتاج الإعلان عن مناظرة انتداب مباشرة لشركة فوسفات قفصة، لكن في عمقه استمرارية أزمة تمتد عبر سنوات جراء المنوال التنموي المعتمد بالجهة”.

ويضيف “الكريمي” للأناضول، أن “الحلول للخروج من الأزمة تكون بداية آنية عبر محاولة توفير أكبر عدد ممكن من فرص الشغل بالشركة، والشركات المنبثقة عنها في سياق شفاف”.

ويتابع: “من ناحية أخرى، العمل على بعث مشاريع اقتصادية جديدة خارج السياق المنجمي، تضمن مواطن الشغل لتخفف درجة العطالة، وتخفف أيضا الضغط المفروض على الشركة”

الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة أصدر بيانا في 5 فبراير/ شباط الحالي، أكد فيه على معاناة سكان المنطقة من سياسية التهميش، محذرا من تمادي السلطة في تجاهلها لمطالب أبناء الجهة.

ودعا الاتحاد من خلال البيان، شركة فوسفات قفصة إلى “ضرورة اعتماد الشفافية في مسابقات التوظيف، داعيا الحكومة إلى ضبط سياسة تضمن الاستغلال الجيد للفوسفات وضمان حق الأجيال القادمة فيه”.

This is only an excerpt. You can read the full article on رأي اليوم

شاهد أيضاً

آخر مستجدات المفاوضات مع صندوق النقد الدولي

قال الخبير الاقتصادي بسام النيفر في تصريح لموزاييك الاثنين 10 اكتوبر 2022 أن مفاوضات الحكومة …