انهاء كل ما يتعلق بتنسيقية النداء والنهضة، ودعوة الندائيين إلى خوض الانتخابات البلدية مع اعتبار النهضة منافسهم الرئيسي له أكثر من معنى، فرغم أنه استجابة لمطالب عديد القياديين والقواعد التي كانت دعت إلى عدم التحالف مع النهضة فإن الأمر لا يعدو وأن يكون مجرد مناورة سياسية بعد التأكد من أن تحالف الحزبين الحاكمين كانت له عديد العواقب الوخيمة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية..
مناورة سياسية، لأن النداء لم يفك الارتباط بالنهضة ولا يجرؤ على ذلك أولا لأن المنافسة في الانتخابات لا تعني نهاية التوافق، كما أن النداء بحاجة إلى سند النهضة فرغم أنه الحزب الحاكم (على الاقل ظاهريا) ،فإن الكتلة الأولى في البرلمان للنهضة ولا يقدر عليها النداء خاصة أن حزب حافظ قايد السبسي قد فقد التواصل مع جل الكتل الأخرى بسبب التحالف مع النهضة.. ثم استفاق على أنه تحالف مغلف بعد الانتخابات الجزئية في ألمانيا..
الانتخابات الجزئية في ألمانيا كشفت للنداء أن حليفه ليس دوما إلى جانبه، وغير قادر على التحكم في قاعدته الانتخابية، وأما النهضة فقد تأكد لها أن «النداء» بدونها غير قادر على فرض وجوده، ويبدو بيان النداء أول أمس ترجمة لذلك فالنداء يريد أن يثبت لقواعده أنه متواجد وقادر على خوض الانتخابات البلدية بكل ثقة في النفس، لكن في نهاية الامر ما حدث هو حملة انتخابية (تحاكي نظيرتها في 2014) مبكرة واعلام صريح للقواعد الانتخابية أن النداء سيتنافس مع النهضة وفي ذلك ايحاء بفك الارتباط ولو مؤقتا..
«النداء» وبعد صدمة الانتخابات الجزئية في ألمانيا أصبح يفكر في استعادة ناخبيه ومناصريه لأنه أحس بالخطر ولكن التخلي عن النهضة غير ممكن في كل الأحوال…
ومن المعروف ان القاصي والداني يدركان جيدا أن النهضة تركت «النداء» يكتوي بنار الحكم واكراهاته، لكن هناك اجماعا على أن ما آلت إليه الاوضاع مع الحكومات المتعاقبة وحتى بوثيقة قرطاج من ترد هي نتيجة آلية لتحالف الحزبين المذكورين صاحبي المراتب الاولى في الانتخابات وهذه تجربة أخرى فاشلة في رصيد الطيف السياسي بعد الثورة… فقد كشف الواقع أن لدينا أحزابا صالحة للانتخابات وليس لقيادة البلاد…
يمكنكم قراءة المقال الأصلي على موقع الصباح