الإثنين , 27 مارس 2023
الرئيسية / الموت على الحدود:شباب… ضحايا بارونات التهريب !

الموت على الحدود:شباب… ضحايا بارونات التهريب !

 

سقط صباح امس الشاب الحسين خشيرة منصوري قتيلا برصاص مواجهات على الساتر الترابي جدت بين وحداتنا العسكرية وبين ثلاث سيارات ليبية كانت فجرا بصدد تبادل سلع مع اربع سيارات تهريب تونسية.

 

حول حيثيات هذا الحادث يقول الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني بلحسن الوسلاتي انه لم يكن هناك من خيار لوحداتنا العسكرية سوى الرد على اطلاق الرصاص الذي بادرت به السيارات الليبية الثلاث قبل ان تفر الى داخل التراب الليبي مبرزا انه ‹لم يتضح بعد مصدر الرصاصة التي اصابت الشاب خشيرة والذي لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى بن قردان› وان ‹تحقيقا قضائيا قد فتح في هذا الحادث›.

في سيارة خشيرة والذي كان مرفوقا بشاب أصيب هو الاخر عثرت وحداتنا العسكرية على سلع وادوية تونسية…عملية تهريب أودت بحياته ومن قبله أودت بحياة اخرين جازفوا وسط كل تلك المخاطر التي تحيط بالمنطقة لضمان لقمة عيش أصبحت رهينة حياة او موت.

الموت ‹المنطقي›
يصطاد الموت على الحدود يوما بعد اخر حياة المهربين الشباب على الحدود التونسية الجزائرية والتونسية الليبية ليبلغ عدد من قتلوا في بن قردان لوحدها منذ فترة ما قبل الثورة 45 شخصا بعضهم كان بصدد تهريب الأرز والبنزين وغيرها من المواد وبعضهم الاخر كان متجها للحدود للقيام بعملية تهريب وبعضهم الاخر كان يتفقد ابله على الحدود وفقا لما ذكره الناشط الحقوقي عبد السلام الرقاد.

تطالعنا اخبار موتهم بالرصاص فيتقبل الكثير منا تلك الاخبار بمنطق انه قدر كل مخالف للقانون فما بالك بمن يمتهن تجارة غير مشروعة. انه ‹الموت المبرر› او ‹الموت المنطقي› وفقا لهذه التبريرات فبين المهربين قد يكون هناك خائن او خائنون. انه ثمن الحرب في الحدود الجنوبية. لكن في المقابل هناك من يفتح الطريق لزاوية نظر مخالفة لهذا ‹المنطق› مرددين مقولات الشباب حين يتوجهون للقيام بعملية تهريب ‹انا ميت ميت كان قعدت نموت بالشر وكان مشيت نموت بالكرطوش›. ويرددون أيضا الامنيات الساخرة للمهربين الشباب ‹بورتكان خير من كرطوشة› بمعنى انه من الأفضل ان اتعرض للضرب بحذاء الأمني او العسكري عند عملية الإيقاف افضل من الإصابة بالرصاص وبالتالي الموت›.

تنبيه للظاهرة
المخالفون لمنطق ‹الموت المبرر› هم أهالي الضحايا وهم أيضا نشطاء في المجتمع المدني بدؤوا اطلاق صيحات فزع لتنبيه السلطات لخطورة هذا الموقف فتطبيق إجراءات امنية صارمة على الحدود لحماية الامن القومي ولضمان عدم تسلل الأسلحة والإرهابيين في هذا الظرف الأمني الدقيق الذي تمر به الجارة ليبيا واساسا هروب مقاتلي تنظيم داعش من مدينة سرت وتوزعهم في المناطق الغربية القريبة من تونس يجب ان ترافقه إجراءات اجتماعية واقتصادية عاجلة وأخرى متوسطة المدى لضمان نجاح خطة التصدي للتهريب والإرهاب.

يقول جمال بن عامر شقيق الشاب رضا بن عامر الذي توفي برصاصة من احدى الدوريات في حدود الساعة العاشرة من مساء 10 اوت الماضي ان شقيقه انخرط في تهريب البنزين منذ 5 اشهر وانه كان قبل هذا التاريخ يرعى اغنام العائلة. ويضيف ‹كان اصدقاؤه يقنعونه بانه ‹موش وقت سعي (رعي اغنام)› وان الوقت حان ليتجه للحدود لضمان لقمة عيش افضل خاصة وانه كان يستعد للزواج بعد عيد الأضحى المقبل›.

‹لم يكن رضا إرهابيا ولم يكن ليلة مقتله بصدد التهريب بل انه كان في الزردة مع اصدقائه ثم عاد وصديقه للمنزل وفي منطقة عمرانية بعيدة عن المنطقة العازلة تلقى رصاصة من دورية لم ينتبه اليها الصديقان› على حد قوله.

يروي مرافقه حمزة بوزيد هلال لـ”الشروق” ما جد في تلك الليلة فيقول ‹كنت خلف المقود وقد كنت اسرع وصدقا لم انتبه لاي إشارة توقف فقط رايت شيئا ما ظهر في طريقي فهربت يسارا من هول المفاجاة وما راعني سوى صراخ صديقي رضا لقد اصبت فاسرعت مباشرة نحو المستشفى وكان من المفترض ان تلتحق بنا الدورية التي اصابته فان كنا ارهابين عليها حينها نقل المصاب للمستشفى والقاء القبض على الحي لكن شيء من ذلك لم يحصل›.

الخبز والوطن
تتمسك اسرة الشاب رضا بن عامر بكشف الحقيقة حول ظروف مقتله. ومن قبلها تتمسك عائلة الشاب وجدي بالفاهم جدي بالكشف عن حقيقة مقتل ابنها في منطقة بودرياس بمعتمدية فوسانة برصاص الدرك الجزائري داخل التراب التونسي.

أهالي الشاب وجدي جدي دخلوا في تحرك احتجاجي سانده نشطاء المجتمع المدني مطالبين بالكشف عن حقيقة مقتله الذي ترافقه شبهة انتهاك لسيادة التراب التونسي وان كان ذلك من دولةشقيقة.

يقول عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ان ‹عمليات القتل بهذا الشكل مرفوضة› وان ‹صيانة حرمة التراب التونسي هو أولوية حتى وان كانت الدولة شقيقة›. وأضاف ان ‹التهريب امر واقع اليوم في تونس والقضاء عيه يجب ان يكون بالقضاء على بؤر البيع بالتفصيل وكذلك بفتح بحث حول بارونات التهريب وشبكاته التي تتمتع بالنفوذ، فقتل المهربين بالرصاص يخلق احتقانا اجتماعيا ولا يمكنه ان يكون حلا لمنع التهريب›.

واعتبر بن موسى ان الحل هو ‹الاحجام عن استعمال الذخيرة للقتل وحماية الحدود ومنع انتهاك حرمة التراب التونسي وخاصة منع نقاط بيع البنزين المهرب›.
وتعليقا عن استخدام الذخيرة قال الكولونيل بلحسن الوسلاتي ان ‹الوحدات العسكرية بصدد تطبيق التعليمات وان كل من لا يحترم تعليمات الوقوف يتم تحذيره بطلاقات في الهواء ثم إصابة الإطارات المطاطية لسيارته فالمنطقة العازلة ممنوع الدخول اليها ومن يدخلها عليه الالتزام بتعليمات التوقف›.

مكافحة بارونات التهريب
‹ابني لم يقتل في المنطقة العازلة بل قتل في منقطة عمرانية قريبة من احواز بن قردان ولن اتنازل عن حقه في الكشف عن حقيقة مقتله› هكذا يردد العم ناصر والد الشاب رضا بن عامر حين تساله عن حيثيات مقتل ابنه. 

ومثله يقول الناشط في المجتمع المدني سامي بن عون ان الشاب فيصل عبد الحق الذي قتل قبل شهرين برصاصة في الراس في منطقة رمادة لم يتلق أي إشارة توقف حسب شهود العيان مضيفا ‹التهريب امر واقع ولا مفرمنه ف 99 بالمئة من شباب الذهيبة يجد فيه مصدرا للعيش في المقابل هناك تجاوزات من قبل الاعوان على الحدود والحد من التهريب لا يكون بالسياسات الأمنية فحسب بل أيضا في خلق مواطن الشغل متسائلا حول أسباب عدم استغلال مقاطع الرخام والطين في الذهيبة لتشغيل الشباب ؟›.

قال أيضا انه هناك دراسات عديدة تمت في الجهة حول فرص خلق مواطن الشغل يجب استغلالها وتفعيلها.

من جهته قال الناشط الحقوقي مصطفى عبد الكبير ان المنطقة تحتاج الى منوال تنموي قادر على التشغيل وتغيير واقع المنطقة لكن ‹الدولة لا تدفع بهذا الاتجاه فرصد الاعتمادات واحداث مشروع في المنطقة يعني استقطاب الشباب للاستقرار ومقاطعة تجارة الحدود وبالتالي حمايتهم من فرضية الموت على الحدود امام مجمل التحديات التي تواجهها البلاد في المنطقة الحدودية فمجازفة المهربية رغم المخاطر التي تحدق بالمنطقة فيه بحث عن مورد رزق بعد ان اصبح التهريب امرا واقعا والشاب اصبح بين مطرقة مستلزمات الحياة وسندان رصاصة الرحمة سواء الليبية او التونسية. 

واعتبر مصطفى عبد الكبير ان مكافحة التهريب لا تكون بهكذا طريقة فمقاومته تعني أيضا مقاومة بارونات التهريب في المعابر الرسمية.

 

لقراءة الخبر من المصدر اضغط على الرابط

شاهد أيضاً

النهضة تدعو إلى إطلاق سراح جميع الموقوفين

ندّدت حركة النهضة بما اعتبرته “عمليات الاختطاف والتنكيل الممنهج بالمعارضين من قبل سلطة الانقلاب”. وعبّرت …

تقرير : الهايكا تصدر 3 خطايا مالية بشأن خروقات في الإنتخابات التشريعية بدورتيها

سجّلت الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات “الهايكا” في تقريرها التحليلي المتعلّق برصد التغطية الإعلامية لحملة الإنتخابات …