مع تواتر العمليات العدائية و تواصل اللا استقرار الامني و قضايا القتل التي ما تنتهي . بين محاولات اغتيال سياسي و تفجيرات على سفوح الشعانبي تستهدف الامن برمزه لوزارة الداخلية او الجيش رمز وزارة الدفاع , تاخذ العمليات بعدا سياسيا امنيا بحت ذلك ان المعركة ليست بين مواطنين انما بين الدولة برموزها السلطوية و عصاها الامنية و اجنداتها الدفاعية و بين فئة من الشعب اهدافها تتجاوز قتل اشخاص لاهداف حياتية عادية لتاخذ العملية طابع الحرب بين هياكل الدولة و رموزها و بين عصابات تعرف جيدا ما تريد و من تريد !
و محطة الرهان دوما : القصرين ! ذات الموقع الاستراتيجي اذ بها جبل الشعانبي المخبا و الملجا , بموازاة الحدود مع اكبر بلدان المغرب العربي “الجزائر ” ! مما يسهل العمليات التي يتبعها ” الفرار ” دوما ! و الفرار شعار المرحلة المرفوع اخر كل حلقة من المسلسل الوطني الذي لم يحدد خاتمته بعد . و القصرين ذات البعد الثوري : ام الشهداء و حاضنة الاحتجاجات و حاملة مشعل الشرارة الاولى الثورية عن “سيدي بو زيد ” و ما ادراك ما سيدي بوزيد الديسمبرية . فالذي يستهدف” القصرين ” يعرف جيدا اي بعد يستهدف و اي حرب يخوض و اي ثورة يطمس !
و بصفته الوزير المكلف بالملف الامني وضح “رضا صفر ” ان حماية منطقة القصرين رهان تجاوز قوة الامن , اي انه ليس بالامكان حماية منطقة القصرين عبر وضع جندي الى جانب جندي اخر على حد قوله رغم كل الجهود التي تبذلها القوات في افشال العمليات الارهابية التي اخرها محاولة قتل ” محمد علي النصري ” عن نداء تونس و ” محمد امين القسومي ” عن حزب الاستقلال الوطني اي رابطة حماية الثورة المنحلة .
و بذلك تظل منطقة ” القصرين ” النقطة الحرجة و الحساسة في تقرير مصير الثورة و امن البلاد من جهة , و بين مدى استيعاب الامن للاحداث الارهابية التي يظل مصدرها نقطة استفهام تربك كل المعادلات الى اليوم . بما في ذلك المسار الانتقالي الذي تمر به البلاد و المرحلة الانتخابية التي ستحسم هذه المعركة التي تؤثث المشهد السياسي اليوم و الذي لا يخدم عديد السياسات الخارجية التي تخشى نجاح ما يسمى ” الربيع العربي ” خوفا على انظمتها من الشعوب الغاضبة ..