في حاجة الى تقنيات حرب المدن والتجهيزات المتطورة:هل نحن جاهزون لمواجهة الإرهاب ؟

 

استعدادات لعمليات انتقامية ممكنة

 

رغم نجاح عملية أول أمس في مواجهة الارهاب برواد إلا أن سقوط عون حرس نغّص فرحة النجاح بهذه العملية وجعلنا نتساءل هل أن بلادنا جاهزة لمقاومة الارهاب والمداهمات والى ما يعرف بحرب الشوارع.

 

«الشروق» تحدثت الى الأستاذ علية العلاني أستاذ جامعي ومختص في الجماعات الارهابية والى الأستاذ فيصل الشريف مؤرخ ومحلل عسكري واستراتيجي والى عقيد أركان حرب متقاعد الأستاذ محمد صالح الحدري، فكانت هذه الاجابات عن مدى جاهزية قواتنا لمثل هذه العمليات ومدى توقع حصول عمليات انتقامية من الأطراف الارهابية.

 

محترفون لا هواة

 

في البداية ذكر الاستاذ علية العلاني ان ما وقع أول أمس في رواد يمكن ان نستخلص منه عدة دروس أولها تسجيل ارتياح أولي باعتبارها عمليات استباقية وهو تحسن نوعي لمثل هذه العمليات مقارنة بما كانت عليه في الحكومة السابقة.

 

وخسارة بعض القوات الأمنية والعسكرية صار متوقعا لأن الارهابيين الذين تم محاصرتهم ليسوا هواة بل هم من المحترفين الذين تمرّسوا جيدا طيلة سنوات في أفغانستان والعراق وسوريا، واكتسبوا قدرات كبيرة في الوسائل التدميرية بدليل الكميات الهامة من المتفجرات التي تم حجزها لديهم والمتفرقعات القادرة على تفجير نحو 200 شقة.

 

وأضاف الاستاذ العلاني ان ما وقع أول أمس كان هاما رغم الخسائر المؤلمة لرجال الامن مقارنة بالنتائج الكارثية ـ لا قدر ا& ـ التي كان من الممكن ان تحدث لو لم يتم الكشف عن هذه المجموعة والمفروض هو توفير كل التشريعات لتعويض رجال الأمن والجيش الذين تضرروا خلال هذه العمليات. كما لابد من التفكير في المسألة اللوجستيكية والتجهيزات التي تنقص قواتنا في عمليات لمواجهة الارهاب اذ كان من الافضل توفير تغطية جوية منذ البداية وما لاحظناه ان قواتنا استعملت الوسائل المتاحة ونعتقد أنه من الضروري ان تطلب تونس مساعدة الدول الصديقة والشقيقة لتمكينها من تجهيزات أمنية متطورة فمخاطر الارهاب لا تهم تونس فقط بل تطال بقية الدول لذلك لابد من أن تساعد على تطويق هذا الخطر لتحسين مستوى الأمن.

 

ونبّه الاستاذ العلاني الى ان عملية رواد ربما ستتبعها ردود فعل انتقامية من هذا التيار لذلك على المواطنين ان يكونوا حذرين، أما رجال الامن في كل القطاعات فهم بطبيعتهم متأهبون لهذه المخاطر… وعموما تعد هذه العملية رسالة موجهة الى التيارات الارهابية التي مازالت متواجدة من خلال الخلايا النائمة مفادها ان الأمن قادر على الضرب بقوة كل العمليات مهما كانت نوعيتها فقد تم التصدي لعناصر تتصف بالخطورة والحرفية وقد سجل الأمن نقاطا ايجابية على مستوى الحاضر والمستقبل ذلك ان جاهزية أمننا تطورت بعد رحيل الحكومة السابقة.

 

كما ستكون هذه الرسالة موجهة للمستثمرين في الداخل والخارج مفادها ان الارهاب اصبح تحت السيطرة.

 

مركز أمن قومي

 

من جهته يرى الأستاذ فيصل الشريف محلل عسكري واستراتيجي أنه لم يتم اتخاذ قرار احداث مركز أمن قومي يجمع تحت امرته كل القوات الخاصة لمكافحة الارهاب في الجيش والأمن والحرس وكل النخب المتدخلة فبقيت الاسلاك الأمنية الثلاثة تتدخل في مقاومة الارهاب دون تنسيق شامل. ولاحظ ان حرب المدن تستلزم فرقا خاصة من الحرس والشرطة والجيش وتنسّق عملها قيادة موحدة. لكن التجاذبات بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية عطلت احداث هذا المركز الذي أحدث في 2009 في فرنسا ومنذ سنوات في أمريكا وهو مهم لمقاومة الارهاب وكل ما يهدد الامن القومي في مجال الاقتصاد وظواهر التهريب والامن الغذائي.

 

وأضاف أمننا جاهز لمقاومة الارهاب لكنه في حاجة ماسة الى استراتيجية واضحة تساهم فيها كل القوى من أمن ومخبرين ومختصين في الاعلامية.

 

ولم يخف أن قواتنا تعاني من قلة التدريب في نوعية المواجهات عبر ما يعرف بحرب المدن بالصفة المطلوبة وخلق جهاز موحد لمقاومة الارهاب ونظرة استراتيجية والابتعاد عن التجاذبات السياسية يمكن أن يساعد في مقاومة الارهاب.

 

عملية عالية الجودة

 

هكذا وصف عقيد أركان حرب متقاعد محمد صالح الحدري عملية رواد الأخيرة، وأضاف انه من المستحيل ان تكون هناك عمليات عالية دون خسائر لكن المهم ان تكون الخسائر البشرية محدودة ولاحظ أن الخسائر كان يمكن ان تكون أكبر ذلك ان الارهابيين حسب ما جمعوه من أسلحة وعتاد كان من المحتمل ان يكونوا يخططون الى ضربة قوية للارهاب في تونس بمناسبة ذكرى اغتيال شكري بلعيد… وفي خصوص حرب الشوارع هناك تدريب خاص لهذا النوع من القتال والجيش يتلقى هذا التدريب لكن منذ ثورة 14 جانفي الى اليوم الجيش موزع على كامل تراب البلاد ولا يقوم بالتدريبات اللازمة لذلك دعونا منذ فترة الى اخراج الجيش من المدن وعودته للثكنات للتدرب.