جدّت أمس اشتباكات وتبادل اطلاق نار بين الوحدات الامنية الخاصة ومجموعة من العناصر الارهابيين بمنزل بجهة رواد الشاطئ بمنطقة أريانة.عملية تبادل اطلاق النار
انطلقت في حدود الثالثة مساء من يوم أمس وتواصلت على امتداد ساعات طويلة.
وقد أفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي الذي كان على عين المكان لـ «الشروق» أن وحدات الحرس والأمن الوطنيين تولت محاصرة المنزل الذي يضم العناصر الارهابيين وقد تولت محاصرة المنزل الذي قال انه يحتوي على عدد 3 عناصر وأن محاولات القبض عليهم مازالت جارية.
وذكر الناطق الرسمي أن هناك مفاوضات جارية مع العناصر الارهابيين قصد تسليم أنفسهم وأن التعامل معهم مازال جاريا مؤكدا أن الوحدات الأمنية بذلت مجهودات هامة لانجاح هذه العملية التي قال إنها من أخطر العمليات الارهابية التي تشهدها تونس.
وأضاف محمد علي العروي ان الوحدات الأمنية تولّت محاصرة المنزل من جميع زواياه وتأمين الجيران الذين يمكن اصابتهم أو تعرضهم لطلق ناري.
كما أكّد الناطق الرسمي أنه حسب التحريات الأولية فإن هذه المجموعة من أخطر الارهابيين.
مصادر أمنية أخرى أفادت لـ «الشروق» أن الوحدات الأمنية تلقت تعليمات بضرورة المحافظة على حياة الارهابيين حتى يتمكن المحققون من معرفة مخططاتهم الارهابية والعناصر والمجموعات والخلايا التابعة لهم.
وأضافت نفس المصادر أن المنزل يضم 8 عناصر أحدهم أصيب بطلق ناري وأن هناك مفاوضات مع الوحدات الأمنية قصد اسعافه اضافة الى أن الفرق الامنية استعملت مضخمات الصوت لاقناع هذه المجموعة بتسليم أسلحتها وذخيرتها.
كما ذكرت مصادرنا أن العملية شاركت فيها جميع الفرق الأمنية من وحدات الحرس والأمن العمومي وفرقة مقاومة الارهاب وفرقة مقاومة العصابات الخطيرة.
كما شهدت العملية تعزيزات أمنية مكثفة انتشرت في محيط المنزل المذكور. كما استمع الى دوي الرصاص الحي على بعد كيلومترات من مسرح العملية.
القضقاضي اللغز
حسب الناطق الرسمي محمد علي العروي فإن تواجد كمال القضقاضي المتهم الرئيسي في اغتيال الشهيد شكري بلعيد بمسرح العملية أمر غير مؤكد في حين أفادت مصادر أمنية غير رسمية لـ «الشروق» بأن كمال القضقاضي موجود بالمنزل المحاصر وذلك حسب معلومات استخباراتية تلقتها الوحدات الأمنية.
وأفادت شاهدة عيان لـ «الشروق» من سكان منطقة رواد التقيناها بمدخل مدينة رواد أن ابنها كان قد رمى كرته بمنزل الارهابيين وقد دخل أثناء ذلك الى المنزل وقد شاهد وجود أسلحة وقد عاد مسرعا الى المنزل حيث أعلمها بالأمر وقد تولت بدورها اعلام زوجها الذي تكفل باعلام السلط الأمنية.
من جهة أخرى أفاد أحد سكان منطقة رواد كنا التقيناه في مدخل منطقة رواد بأنه شاهد بعض الرجال مرتدين النقاب في الآونة الأخيرة.
شاهد عيان آخر كان بدوره يتابع الأحداث لحظة بلحظة من خلال اتصاله بأفراد عائلته وهو جار الارهابيين أفادنا أن المنزل هو لصاحبه «عمر» وقد تولى تسويغه مؤخرا الى عناصر مجهولة مؤكدا أن عائلته أعلمته بأن هناك تبادلا كثيفا لاطلاق النار مشيرا الى أنه من متساكني المنطقة الا أنه لم يلاحظ أي تحركات مسترابة مستنتجا أن هذه المجموعة خطيرة.
وذكرت عناصر فرقة أمنية مختصة شاركت في العملية لـ «الشروق» أن هناك هدنة في الوقت الحالي وتوقف اطلاق النار (حوالي الثامنة والنصف مساء) قصد القبض على الارهابيين أحياء حتى يتمكنوا من معرفة الجهة التي تقف وراءهم.
وقال أحد عناصر هذه الفرقة ان هذه المجموعة متحوزة على كمية كبيرة من الأسلحة المتطورة والذخيرة الحية اضافة الى أن طريقة اطلاقها للنار تؤكد أنها تلقت تدريبات عسكرية.
وأكدت عناصر هذه الفرقة أن رجال الأمن مستعدون لحماية تونس من المجرمين والارهابيين مهما كان عددهم أو أسلحتهم.
من جهة أخرى فقد طوقت الوحدات الامنية منطقة رواد الشاطئ على مستوى جهة قمرت وأريانة حيث انتشرت دوريات أمنية تولت منع سكان منطقة رواد من العودة الى منازلهم وذلك لتأمين حياتهم.
وعلى مستوى مدخل رواد عبر منطقة قمرت تمركزت دورية أمنية قامت بمنع المواطنين من التحول الى منطقة رواد وقد أبدى المواطنون تفاهما للقرار الأمني.
وكشفت مصادر أمنية لـ «الشروق» أن هذه المجموعة تضم عناصر من ارهابيي جبل الشعانبي وهي مصنفة من أخطر العناصر الارهابية في بلادنا.
وذكرت مصادر أمنية أن هذه المجموعة تلقت تدريبات عسكرية في جبل الشعانبي وأخرى في ليبيا.
وقد شهدت الطريق السريعة المؤدية الى بنزرت والى جهة رواد اكتظاظا مهولا وتعطل حركة المرور بعد أن تم اغلاق الطريق المؤدية الى رواد من مستوى المفترق على طريق بنزرت ـ أريانة.
وللاشارة فإن «الشروق» كانت نشرت سابقا أن الوحدات الأمنية تولت مداهمة منازل بجهة رواد بحثا عن المتهم كمال القضقاضي اضافة الى مداهمة مساجد.