الأمن مسؤولية الجميع…أي أهمية للتكوين في المسار الاصلاحي للمنظومة الأمنية؟ دوافع اصلاح المنظومة…الرؤية في السياسة الأمنية الجديدة وجدلية العلاقة بين المواطن ورجل الأمن ودور الاعلام في تصحيح العلاقة بينهما… مواضيع تم طرحها ضمن مداخلات اليوم الدراسي للإدارة العامة للأمن الوطني ـ وزارة الداخلية الذي حضره كاتب الدولة للإصلاح ورئيس مجلس وزراء الداخلية العرب وحقوقيون وإطارات أمنية.
«هيكل بن محفوظ» مستشار رئيسي وخبير لدى مركز جينيف للرقابة الديمقراطية ـ على القوات المسلحة تحدث في مداخلته عن الأمن والديمقراطية .
الديمقراطية بآلياتها الهادفة لتنظيم التداول على السلطة ومفهوم الأمن المتعدد وأهمية تعزيز السلوك الديمقراطي داخل قطاع الأمن من تعزيز سيادة القانون واحترام حقوق الانسان وتوفير الخدمة الأمنية مع الخضوع لآليات الرقابة بكل شفافية بإشراف مؤسسات الدولة السلطة ـ التنفيذية والتشريعية والقضائية وإمكانية مساءلتها أمام هيئات مستقلة.
كما تحدث عن حقوق الانسان وحقوق عون الأمن.
المسؤولية المجتمعية
«ارساء ثقافة المسؤولية المجتمعية ركيزه لإصلاح المنظومة الأمنية» مداخلة للمنسقة الوطنية للبرنامج النموذجي حول المسؤولية المجتمعية بالمعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية «نرجس الرزقي».
والتي تحدثت عن أهمية برنامج ايزو لتحقيق التوازن بين الأنظمة الاقتصادية والبيئة والعدالة الاجتماعية باعتبارها خطوطا مرجعية للتطبيق ودعما للقدرات من أجل انخراط أفضل في المنظومة العالمية.
حيادية الأمن
«محمد لسعد دربز» رئيس مجلس تعاونية موظفي الأمن والسجون والاصلاح تحدث بدوره عن نقاط الضعف والقوة في المنظومة الأمنية…قوتها في الانضباط والحرفية والقدرة المهنية والاستعداد لمواكبة التطورات وضعفها في كون رجل الأمن أقل الناس أجرا ومحدودية الموارد البشرية ومنظومة التواصل معرجا على ضرورة المبادئ العملية الاصلاحية وهي الحياد ومعاملة الناس جميعا بأسلوب الشرعية ضمن القانون باعتبار أن العمل الأمني ويجب أن يكون محايدا ليكون ناجحا.
علاقة مؤسستية
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان كانت حاضرة في شخص رئيسها السيد عبد الستار بن موسى الذي تحدث في مداخلته عن دور المجتمع المدني في دعم مسار الاصلاح متحدثا عن العلاقة بين المنظومة والمجتمع المدني وعن تحديد أشخاص للتفاوض معهم بخصوص أحداث تجد سواء بالطريق العام أو السجون مشيرا الى كون هذه العلاقة وجب أن تكون علاقة مؤسستية وليست علاقة أشخاص وضرورة السماح لمنظمات المجتمع المدني بفرصة زيارة المراكز الأمنية والسجون ومراكز الإيقاف.
وتحدث في مداخلته عن تجاهل الدولة للفصل 36 بخصوص دعم الجمعيات.
التربية الاعلامية
«أي دور للاعلام في تصحيح العلاقة بين رجل الأمن والمواطن؟» تحدث المدير العام للمركز الافريقي لتدريب الصحافيين والاتصاليين عبد الكريم الحيزاوي معتبرا أن الحديث عن الاعلام متعدد، منه الاعلام الجماهيري والتقليدي والجديد العمومي والخاص وكل فئة من هذه الفئات، لها دور خاص، ومقاييسها ومعاييرها لذلك عندما نتحدث عن علاقة رجل الأمن بالاعلام يجب تحديد أي إعلام هو من بين هذا الاعلام المتعدد.
وأن الاعلام الخاص من حقّه أن يكون له توجّه خاص يعلن عنه وعدم التهاون مع الخبر واحترامه وتقديسه فالخبر مقدس والرأي حرّ.
داعيا الصحفيين المحترفين الى عدم التلاعب بالمعلومة والتثبت جيدا، إذ أن التلاعب بالعقول أصبح يمرّ عبر الشبكات الاجتماعية حيث لم يعد بالامكان ممارسة الرقابة عليها، والحل يكمن في تكوين الصحفيين تكوينا جيدا وتكوين المواطن منذ التربية والتعليم الابتدائي وأن تكون له ثقافة اعلامية تثقفه نوعا ما وهو ما يسمى التربية الاعلامية وهو ما سعينا إليه مع وزارة التربية.
مضيفا: الاعلام فعلا هو شأن عام، وعندما نلومه بحق أو بغير حق، فثقافة العلاقات العامة والتواصل مع الصحافة ما تزال حديثة العهد وغياب التواصل وضعفه هو الذي يفضي الى مضامين اعلامية لا نرضى عنها وعليه يجب أن نكون واعين… مضيفا: الخطأ السائد أن الخلل يكمن في الاعلام لكن رغم ذلك فإن الخلل مازال قائما في المؤسسة سواء كانت إدارية أو سياسية والتي لم تطور أساليب تواصلها مع جمهورها ومع الاعلام.
رجل الأمن موضوع صحفي بامتياز والتركيز على ما هو غير عادي والتركيز على العنف هو منطق اعلامي يعطي للجمهور ما يراه خبرا فيصبح مادة اخبارية محبّذة، وهذا ليس في تونس فقط، بل هو في العالم كلّه.