أعلنت فرنسا رسميا إغلاق سفاراتها ومدارسها في 20 بلدا وذلك يوم الجمعة الموافق لـ21 سبتمبر الحالي وذلك اثر نشر مجلة «شارلي ايبدو» الأسبوعية الساخرة والمعروفة بالرسوم الكاريكاتورية الناقدة لمجموعة من الصور الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلده اتخذ كل الاجراءات اللازمة لحماية سفاراتها ومدارسها في العالم مؤكدا أنه أرسل تعليمات لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المنشآت الفرنسية.
سيكون إغلاق السفارات الفرنسية يوم الجمعة تحسبا لخروج مظاهرات مناوئة لفرنسا واعتبر «فابيوس» حسب ما جاء في وكالة فرنسا للأخبار أن نشر مجلة «شارلي ايبدو» الأسبوعية الساخرة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي في الوضع الراهن تصب الزيت على الماء مضيفا أنهم في فرنسا يحترمون أيضا حرية التعبير ويجب عدم المس بها.
السفارة الفرنسية بتونس
دعت السفارة الفرنسية بتونس في موقعها الرسمي إلى «اليقظة» ودعت مواطنيها إلى تجنب التجمع والابتعاد عن المناطق الحساسة أو المباني مطالبة السلطات التونسية بتعزيز الأمن حول مكاتبها وضرورة حماية منشآتها ومقراتها ومدارسها ومواطنيها. كما أعلنت أيضا في نفس السياق أنه سيتم اغلاق شبكة من المدارس الفرنسية والمعهد الفرنسي ابتداء من يوم الاربعاء 19 سبتمبر حتى يوم الاثنين 24 سبتمبر وسيتم رسميا إغلاق السفارة والخدمات المرتبطة بها يوم الجمعة الموافق لـ 21 سبتمبر.
تواجد أمني
انتقلت «الشروق» إلى مقر السفارة الفرنسية بتونس لرصد تطور الأحداث هناك، فكان هناك تواجد أمني يؤكد تحرك وزارة الداخلية لحماية السفارة، وتواجدت قوات الأمن في الجهات الأربعة لمقر السفارة وبجانب تمثال ابن خلدون هناك سيارتان أمنيتان ومن الجانب الآخر للسفارة توقفت سيارة شرطة وبدأت قوات الأمن في تمشيط المكان هذا بالإضافة إلى أعوان الحراسة الذين شددوا بدورهم الاجراءات الأمنية.
قوات الأمن التي ترتدي لباسا مدنيا انتشرت بكثرة أمام مقر السفارة الفرنسية بتونس وحسب أحد أعوان الأمن من المنتظر أن تتشدد الحراسة بصفة مكثفة اليوم وغدا وخاصة اثر دعوة بعض الصفحات المحسوبة على التيارات السلفية المتشددة القيام بوقفة احتجاجية أمام السفارة سألنا بعض المواطنين المتواجدين على عين المكان فقال أحمد بن علي وهو سلفي مرّ بالصدفة من أمام مقرّ السفارة «أنا سلفي وأفتخر بذلك ولكن هذا لا يعني أني مع أعمال العنف في السفارات سواء الامريكية أو الفرنسية أو غيرها وأريد أن أنصح اخوتي في ا& أن يبتعدوا عن هذه المهاترات والاستفزازات لمشاعر المسلمين لأنهم يحاولون تشويه صورة الاسلام في العالم ويصبحوا في نظر الجميع «ارهابيين»، وأضافت ليلى خليفة في هذا السياق «لقد خدعوا المسلمين بفيلم مسيء عن نبينا الكريم والآن يحاولون استفزازنا مجددا».
مراد الذوادي كان له رأي آخر حول الصور الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم حيث قال «من حقنا أن نحتج حين يمس سيد الخلق محمد ے ولكن بطريقة سلمية وبعيدة عن الفوضى والعنف والتكسير»، وصديقه «أيمن» أيده في موقعه مضيفا «إن صمتنا على هذه الاهانات يعتبر جبنا وخوفا من هؤلاء «الكفرة» الذين لم يحترموا ديننا الحنيف ورسولنا الكريم.
بين مؤيد ورافض للوقفة الاحتجاجية أمام مقر سفارة فرنسا غدا التي دعت إليها بعض صفحات الفايسبوك المحسوبة على التيار السلفي تبقى اجراءات وزارة الداخلية هي سيدة الموقف وكما قلنا آنفا فقد بدأت الاجراءات منذ أمس.
دعوات فايسبوكية
دعت بعض صفحات الفايسبوك الى إيقاف مهزلة الاساءة الى الرسول محمد ے وضرورة التحرك السلفي للتنديد بمثل هذه التصرفات في حين ردّت عليها صفحات أخرى بتهكم حول هذه الدعوة وجاءت احدى التعاليق الساخرة «اليوم فرنسا والبارح أمريكا وغدوة روسيا» وطالبت ايضا هذه المواقع بالكف عن هذه المهاترات التي شوهت صورةتونس في العالم وخاصة صور بعض المتظاهرين الذين خرجوا للاحتجاج على الفيلم المسيء للنبي وقاموا بسرقة معدات المدرسة الامريكية وتهشيم الاقسام وترك الخراب وراءهم في كل زاوية منها.
قوة العلاقات
تعتبر فرنسا أول شريك أجنبي في الاقتصاد الوطني وهي أول مستثمر خاصة في الشركات المتوسطة والصغرى هذا بالاضافة الى تواجد عدد كبيرمن المدارس الفرنسية بتونس ومن أهم القطاعات التي يتعاون فيها البلدان قطاع الصحة بالاضافة الىتواجد حوالي مليوني تونس بفرنسا يعملون هناك.